مخلفا خسائر مادية جسيمة بأزيد من 40 محلا تجاريا.. تفاصيل حريق «قبة السوق» بالمدينة العتيقة لتازة‎

حريق «قبة السوق» بالمدينة العتيقة لتازة

في 30/11/2025 على الساعة 14:27

فيديوفي الساعات الأولى من فجر يوم السبت 29 نونبر 2025، تحولت المنطقة التجارية «قبة السوق»، بالمدينة العتيقة لتازة، إلى بؤرة نيران ملتهبة، بعدما اجتاح حريق مهول عددا من المحلات التجارية، مخلفا خسائر مادية فادحة أثارت حالة من الخوف والهلع وسط التجار والساكنة المجاورة، بالنظر إلى السرعة الكبيرة التي امتدت بها ألسنة اللهب داخل الممرات الضيقة للسوق.

كاميرا Le360، عاينت آثار الحريق التي كشفت حجم الدمار الذي خلفته النيران، بعدما تحولت كميات كبيرة من السلع والممتلكات داخل المحلات إلى رماد في وقت وجيز، فيما بدت علامات الصدمة و الحزن واضحة على وجوه التجار وهم يقفون أمام محلاتهم المتضررة، عاجزين عن استيعاب حجم الخسائر.

وأكد عدد من التجار المتضررين، في تصريحات متفرقة، أن حجم الفاجعة يفوق كل التوقعات، خاصة وأن ما يزيد عن أربعين محلا تجاريا بمدخل باب أحراش مخصصة لحرف الخياطة التقليدية وبيع الملابس الجاهزة و الحلي، كانت ممتلئة ببضائع ثمينة التهمتها النيران بالكامل.

وأوضح محمد النهيري، أحد التجار، أن الخسائر «غير مسبوقة»، لافتا إلى أن العديد من التجار يواجهون التزامات مالية وضغوطا كبيرة، قبل أن يعلق بحسرة قائلا: «تازة العليا تستغيث».

ومن جانبه، أوضح التاجر جواد لمزكدي أن الحريق بدأ حوالي السادسة والربع صباحا، وأن التجار علموا بالكارثة عقب صلاة الفجر، مضيفا أن أسباب اندلاع الحريق ما تزال مجهولة رغم تداول فرضية التماس الكهربائي، موضحا أن هول الخسائر المادية وغياب الخسائر البشرية يعود إلى كون هذه المنطقة التجارية تخلو من المرتفقين في ذلك التوقيت المبكر.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن الانتشار السريع للنيران يعود إلى الطبيعة الخشبية للأسقف والأبواب، فضلا عن وجود بضائع تحتوي على مواد شديدة الاشتعال مثل البوليستير والبلاستيك، وهو ما جعل الحريق يمتد بسرعة كبيرة ويعقد مهمة فرق الإطفاء، التي استمرت جهودها لساعات طويلة نظرا لاتساع رقعته وحجم الخسائر التي خلفها داخل هذا المرفق التجاري.

ورغم خضوع السوق لعمليات إصلاح حديثة، إلا أنه ما يزال يفتقر إلى تجهيزات أساسية للسلامة، وعلى رأسها قنينات إخماد الحرائق، ما فاقم الوضع وتسبب في إصابة ثلاثة عناصر من الوقاية المدنية خلال تدخلهم لمحاصرة ألسنة اللهب.

وقد عبر التجار المتضررون، في السياق ذاته، عن مطالب مستعجلة تتعلق بحصر الخسائر وتقييم حجم الأضرار التي لحقت بمحلاتهم وبضائعهم، مع ضرورة إيجاد حلول مستعجلة لدعمهم وتعويضهم، كما دعوا إلى اتخاذ تدابير وقائية داخل السوق، تشمل تعزيز تجهيزات السلامة وإعادة النظر في شروط التهيئة، بما يضمن تفادي تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلا.

جدير بالذكر أن سوق «قبة السوق» يعد من المعالم التاريخية والثقافية البارزة في المدينة العتيقة لتازة، وقد خضع، في الآونة الأخيرة، لعمليات إعادة ترميم وتهيئة هدفها الحفاظ على طابعه الأصيل وصون هويته التراثية، غير أن هذا الحريق كشف أن تلك الجهود لم ترافقها بشكل كاف الإجراءات الوقائية اللازمة لضمان سلامة الزائرين والتجار على حد سواء، مما يستدعي إعادة النظر في آليات الحماية والتدبير داخل السوق، لضمان صون هذا الرمز التاريخي وحمايته من المخاطر المستقبلية، وتعزيز استدامته كرافد اقتصادي وثقافي للمدينة.

تحرير من طرف يسرى جوال
في 30/11/2025 على الساعة 14:27