تلبية احتياجات بنك الدم تعتمد أساسا على التبرع من طرف المواطنين، ومع ذلك، فإن العديد من المغاربة يترددون في إعطاء هذا السائل الحيوي الثمين، وهو شيء يدعو للقلق في ظل الطلب المستمر والمتزايد على الدم.
في هذا الصدد، تقول الدكتورة جميلة الكردي، مديرة المركز الإقليمي لنقل الدم بالرباط ومديرة مراقبة الجودة في المركز الوطني لنقل الدم وأمراض الدم، في حوار مع Le360، إن هناك العديد من المفاهيم الخاطئة وراء تردد الأشخاص في التبرع بالدم، إذ يعتقد بعض الأفراد أنه من خلال التبرع، يزداد خطر الإصابة بفيروس أو بكتيريا، بينما هذا ليس صحيحا، كون أن الآلات التي تعتمد في عملية نقل الدم معقمة ولا تشكل أي خطر.
فيما أشارت ضيفتنا إلى أن بعض الناس يعتقدون أن الدماء التي يتم التبرع بها يعاد بيعها لأشخاص آخرين، وهو أمر خاطئ؛ إذ أن الرسوم المدفوعة من طرف المتقدمين بطلب الحصول على أكياس الدم تغطي حيزا بسيطا من نفقات المعدات والكواشف والآلات.
كما أوضحت الدكتورة جميلة الكردي أنه على عكس ما يعتقده الناس؛ فإن التبرع بالدم هو لفتة إنسانية نبيلة لها العديد من الفوائد على صحة الإنسان، خاصة على نظام القلب والأوعية الدموية، علاوة على أنه يساعد في تقليل مخاطر ظهور الأورام.
ولتحفيز الناس وحثهم على الإقبال على التبرع بالدم خلال شهر رمضان، ينظم المركز الوطني للدم نقاط قُرب للتبرع في المساجد.
فحسب المتحدثة ذاتها، يبدو أن هذه المبادرات، التي هي جزء من الشراكات المبرمة بين المركز ووزارة الداخلية ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومؤسسة محمد السادس لتعزيز الأعمال الاجتماعية للمسؤولين الدينيين، قد أثمرت بالفعل، حيث أن حجم إمدادات الدم مرضية.
إذ أنه اعتبارا من 3 أبريل 2023 كان لدى المركز الوطني لنقل الدم وأمراض الدم حوالي 4400 كيس دم، وهو مخزون يغطي خمسة أيام من الاستهلاك.