صرخة جديدة تؤجّج أزمة طلبة الطب والصيدلة.. «قصف» وزارة الصحة على طاولة وسيط المملكة

مقاطعة شبه تامّة لامتحانات كلية الطب بالدار البيضاء

في 10/10/2024 على الساعة 21:10

وجّهت اللجنة الوطنية لطلبة الطب، طب الأسنان والصيدلة، الخميس 10 أكتوبر 2024، مُراسَلة جديدة إلى وسيط المملكة، وذلك على خلفية الأزمة القائمة بينها، من جهة، وبين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، من جهة ثانية.

وهكذا، فقد أوردت مراسلة اللجنة، التي يتوفر Le360 على نسخة منها، أنه «في إطار الوساطة المؤسساتية التي تديرونها بخصوص ملفنا من أجل تقريب الرؤى وإيجاد حلول واقعية سريعة للإشكالات التي عبر» عنها طلبة الطب ودافعوا عنها طيلة العشرة أشهر المنصرمة، وغاية في تسريخ موقفنا الرامي إلى المساهمة الفعالة والبناءة وإنجاح ملف التسوية وإنهاء الاحتقان داخل كليات الطب والصيدلة العمومية، نريد أن نحيطكم بغيات مجموعة من التوضيحات بخصوص بعض المحاور والنقط».

كما أحاطت اللجنة وسيط المملكة، عبر مراسلتها، بـ«غياب الحوار مع ممثلين عن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، والتي تُعتبر قطاعا وصيا وفاعلا مباشرا في الملف»، محيطة إياه أيضا بـ«غياب النقاش التقني الدقيق الذي من شأنه أن يزيل الضبابية حول عدد من المحاور»، إلى جانب «عدم التطرق إلى مجموعة من المكتسبات التي عبّرت الوزارتان والحكومة سابقا عن استعداداها لأجرأتها وتنزيها كونها تُساهم مباشرة في تجويد ظروف تكوين أطباء الغد».

وأضافت اللجنة، عبر مراسلتها، أنه «لذا، وأخذا بعين الاعتبار لكل ما سبق، نتقدم إليكم السيد الوسيط بمجموعة من المطالب، قصد تعميق النقاش ورفع الضبابية على مستوى العديد من النقط».

وطالبت لجنة طلبة الطب بـ«برمجة لقاء تقني مع مسؤولين بيداغوجيين عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار من أجل تدقيق النقاش حول المقترح المقدم».

كما طالبت اللجنة بـ«الحفاظ على المكتسابت التي تم الاتفاق عليها مع الوزارتين والحكومة خلال جولات الحوار الفارطة»، علاوة على «إشارك مسؤولين عن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في الحوار كونها فاعلا مباشرا ومسؤولة عن مجموعة من المحاور الهامة في ملفنا».

كذلك، طالبت اللجنة بـ«تمديد الأجل الذي تم اعتماده كحد أقصى للوساطة، وذلك من أجل العمل على النقاط التي ذكرناها سلفا».

وفي ختام المراسلة، وجّهت لجنة الطلبة شكرها لوسيط المملكة، بالقول: «نجدد شكرنا لكم على المجهودات الجبارة التي تبذلونها من أجل الوصول إلى تسوية هذا الملف الذي عمّر طويلا»، مؤكدة «أننا انخرطنا وسنواصل الانخراط بكل مسؤولية وجدية في مختلف محطات هذه الوساطة».

هذا، ويأتي هذا المستجد بعد سلسلة من الاحتجاجات والاعتصامات نظمها الطلبة في مختلف ربوع المملكة، آخرها ما سُمّي بـ«إنزال الرباط»، حيث احتج آلاف الطلبة قادمين من مدن مختلفة رفقة أولياء أمورهم أمام مقر البرلمان بالرباط، يوم السبت 5 أكتوبر 2024.

وكان ما يقارب 300 طالب طب قد نظموا، ليلة الأربعاء-الخميس 25 شتنبر 2024، اعتصاما احتجاجيا أمام كلية الطب والصيدلة بالرباط. وردّد المعتصمون شعارات مُنتقدة للحكومة، خاصة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، مُندّدين، بشكل خاص، بقرار تقليص مدة دراسة الطب من سبع إلى ست سنوات.

وكان الطلبة يعتزمون مواصلة هذا الاعتصام الليلي حتى الساعة 7:00 صباحا من يوم الخميس. وفي النهاية، لم يكن الأمر كذلك.

يذكر أن هذه الخطوة التصعيدية الجديدة التي اتخذها الطلبة للضغط على الوزارة للاستجابة لمطالبهم، قد انطلقت من مدينة وجدة، حيث اعتصم طلبة الطب والصيدلة بوجدة، أمام مقر الكلية، مساء الأربعاء 18 شتنبر 2024، لمدة 12 ساعة، وذلك احتجاجا على ما اعتبروه «الآذان الصماء لوزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي».

وقبلها، احتج عشرات طلبة الطب والصيدلة، السبت 7 شتنبر 2024، بجوار كلية الطب والصيدلة، وسط مدينة الدار البيضاء، وذلك بعد يومين من مقاطعتهم امتحانات استدراك الدورة الخريفية للموسم الجامعي 2023-2024.

تحرير من طرف حفيظ الصادق
في 10/10/2024 على الساعة 21:10