مدينة العيون، حاضرة الأقاليم الجنوبية، استطاعت السلطات أن تَعبُر إلى مستوى المدن الكبرى بالمملكة المغربية، بفضل التوجيهات الملكية السامية، بعدما كانت مدينة خالية من الفضاءات الخضراء والساحات العمومية التي تملأ اليوم كل أحياء المدينة.
ورُغم ارتفاع عدد النافورات المُنجَزة بالمدينة وأرجائها، إلا السلطات البلدية تحرص على التوازن البيئي الذي يتطلب المزاوجة بين الجانب الجمالي والحفاظ على الثروة المائية في ظل الاحتباس الحراري الذي سبب الجفاف في معظم أرجاء المعمورة، بحيث خصصت لها مواقيت ومواعيد محددة تبدأ من الساعة الـ11 صباحا حتى الثانية بعد الزوال، ومن الساعة الـ19:00 حتى الساعة 23:00 ليلا، باعتبار أن أغلب سكان المدينة يفضلون عادة الخروج مساءً، خصوصا خلال العطل والأعياد الدينية والوطنية.
كما يحرص القائمون على هذه النوافير على ترشيد هذه المياه بحسب القواعد المتعارف عليها دوليا، بحيث تحافظ النوافير على مياهها دون تجديدها بشكل كامل، على أن تتم معالجتها بمواد كيماوية مناسبة للحفاظ على نقائها وجودتها وصفائها من طرف فرق تقنية متخصصة في هذا المجال، وحيث يتم تنظيفها من الرواسب والأوساخ والأوحال، بالإضافة إلى تنظيف الخزانات تفاديا للتلوث وعواقب الرياح وحبات الرمل التي تفرض نفسها أحيانا بالمنطقة.
وتتميز النوافير بمدينة العيون بكونها تأخذ أحجاما وأشكالا متعددة، تنتشر كبرياتها في مداخل المدينة ووسطها، مثل «ساحة الدشيرة»، ملتقى شارع مكة ومحج محمد السادس، فيما تنتشر نوافير أصغر حجما على جنبات الشارع مرورا بحي «معطى الله»، إلى جانب بعض الآليات الرياضية المثبتة، والتي يستعملها المواطنون الرياضيون بالمجان، بالإضافة إلى ألعاب الأطفال المرافقين لعائلاتهم، موفرة بذلك راحة بيئية وبصرية وجمالية للمدينة الصحراوية.
جدير بالذكر أن مدينة العيون كانت قد توجت بالمرتبة الثانية ضمن جائزة المدن المستدامة والمرنة من لدن منظمة المدن العربية المنظمة بدولة قطر، والتي تم الإعلان عن نتائجها في الـ7 من نونبر 2023، وذلك من بين 11 مدينة عربية، مما يعكس المستوى التنموي البيئي الذي وصلت إليه مدينة فتية مثل العيون متعددة الفضاءات والمساحات الخضراء والنافورات، التي تحرص السلطات البلدية بها على التفاني في تصاميمها، مستحضرة بذلك الثقافة الحسانية، بالإضافة إلى التراث الوطني الشامل، الذي تلامسه في كل التصاميم باستحضار الزليج والفسيفساء المغربي الأصيل.
