وأوردت يومية «الصباح»، في عددها ليوم الخميس 18 يوليوز 2024، أن الوزير أكد أن «الطلبة لم يلتزموا بالنقاط التي وقع بشأنها اتفاق مع الحكومة»، متهما بطريقة ضمنية اللجنة الوطنية لطلبة الطب بـ«تحريضهم على مقاطعة الامتحانات»، مضيفا أن طلبة يسعون لإنهاء المشكل عبر المشاركة في الامتحانات وآخرين يرفضون ذلك.
وقال ميراوي، في جلسة محاسبة الوزراء بمجلس المستشارين، مساء الثلاثاء، «إننا لا نفهم رفض ممثلي الطلبة المقترحات الحكومة بعد عودتهم إلى الجموع العامة، وبعد توافقهم مع الحكومة على المقترحات التي قدمتها بخصوص التجاوب مع المطالب المرفوعة».
وخاطب ميراوي الطلبة المحتجين قائلا: «أعطينا جميع الضمانات بالنسبة إلى الملف المطلبي، وهمت الحلول مدة التكوين للحصول على دبلوم دكتور في الطب والمشاكل المرتبطة بالأطروحات، والتكوين في التخصص الطبي في السلك الثالث، وتسوية الوضعية القانونية للطبيب المقيم وحل معضلة التعويضات».
وشدد المسؤول الحكومي على أنه بعد عقد اجتماعات ماراثونية، اقترحت الحكومة أجوبة صريحة للتساؤلات التي طرحها طلبة الطب والصيدلة والحلول الواقعية لحل هذه الإكراهات التي تم الوقوف عندها، والتي قدمتها الحكومة بتاريخ 25 يونيو الماضي.
وعوض ذلك تغيرت الأمور، يضيف ميراوي بنبرة استغراب وأسى، منتقدا استمرار مقاطعة الطلبة لامتحانات الدورة الربيعية التي تم تنظيمها ابتداء من 26 يونيو الماضي، رغم كل هذه المجهودات التي قامت بها الحكومة من أجل التجاوب بإيجابية مع مطالب الطلبة.
وقال إن الحكومة برمتها اتفقت على إعادة البت في العقوبات التأديبية مع السماح للطلبة الموقوفين باجتياز الامتحانات وإلغاء الأصفار وحذفها من بيان النقط بشرط إجراء الامتحانات في موعدها الجديد واستعادة السير العادي للكليات.
وبخصوص الزمن الجامعي المهدور بسبب مقاطعة الطلبة للدروس النظرية والتطبيقية، كشف ميراوي استعداد وزارته لاستكمال التكوين بعد اجتياز الامتحانات، مع إمكانية برمجة التداريب الاستشفائية انطلاقا من الموسم الجامعي المقبل، مع الحرص على استكمال الغلاف الزمني المخصص لهذه التداريب الاستشفائية.
وأشار إلى أن النقطة التي كانت محل نقاش في بداية المقاطعة هي تخفيض مدة التكوين من 7 سنوات إلى 6، والتي قدمت الحكومة بشأنها للطلبة مجموعة من الدفوعات أهمها حرمانهم من سنة كاملة من التداريب الاستشفائية، مضيفا أن الحكومة تجاوبت كي تكون التداريب الاستشفائية الاختيارية بعد السنة السادسة مع أداء المنحة الخاصة بها.
وعن مبادرة الفرق البرلمانية للوساطة من أجل إنهاء الأزمة، علق ميراوي بأن إنقاذ السنة الجامعية لازال ممكنا إذا تراجعت لجنة طلبة الطب عن منع الطلبة من اجتياز الامتحانات، وعبر برلمانيون من فرق الأغلبية والمعارضة، عن استيائهم من طلبة كليات الطب والصيدلة، بعد انتهاء جولة الحوار التي دامت قرابة 6 ساعات لأجل تليين المواقف.
وأفادت المصادر أن البرلمانيين انتظروا رد الطلبة على النقاط الخلافية بعد عقد جموع عامة لمكاتبهم، لتثمين الوساطة التي قاموا بها كي تحرز تقدما بالمشاركة في الامتحانات، لكنهم تفاجؤوا بإعلانهم عقد ندوة صحفية بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، معتبرين أن رمزية المكان لها دلالة سياسية أكثر منها حقوقية.
وأكدت المصادر أن البرلمانيين لعبوا أدوارا طلائعية لتقليص حدة الخلافات، وأجملوها في 3 نقاط، وهي إعادة جدولة تنظيم الامتحانات من 22 يوليوز الجاري، إلى موعد لاحق، يحدد من قبل عمداء كليات الطب مع تطبيق المرونة في هذا الشأن، وإلغاء العقوبات السارية بإرجاع المطرودين وفتح مكاتب كليات الطب للطلبة، واعتبار السنة السابعة اختيارية.
وخاض الطلبة مسيرة بالرباط، في احتجاج جديد، تحوّل إلى وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان، منتقدين «عدم تجاوب الحكومة مع مطالبهم». وفي مراكش، سار الطلبة على منوال مُشابه.
أزمة كليات الطب.. طلبة يحتجّون بمراكش ويُلوّحون بتهديد «سنة بيضاء»
هذا، وكانت اللجنة الوطنية لطلبة الطب، طب الأسنان والصيدلة بالمغرب، قد كشفت أن مقاطعة امتحانات الأسدس الثاني للسنة الجامعية الحالية، قد تجاوزت نسبته 90%.
وقالت اللجنة إن هذه النسبة، التي بلغت 94% بجميع كليات الطب والصيدلة العمومية بالمغرب، صدرت بناء على نتائج الجموع العامة التقريرية والتصويت الوطني، كـ«تأييد للإرادة الطلابية القاضية بالاستمرار في المقاطعة، ردا على مجموع القرارات التعسفية التي لم يتم التراجع عنها ومواصلة الابتزاز عن طريقها».
مقاطعة شبه تامّة لامتحانات كلية الطب بالدار البيضاء
ديابو: هدوء «غير مسبوق» يُخيّم على محيط كلية الطب بطنجة في أول أيام الامتحانات
طلبة كلية الطب والصيدلة بوجدة يقاطعون امتحانات الدورة الربيعية
ديابو: ثاني أيام امتحانات الطب.. أجواء «استثانية» بكلية الدار البيضاء
كلية الطب بوجدة. le360