كما حضر أشغال اللقاء التواصلي أعضاء اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية ورؤساء اللجان المحلية للتنمية البشرية ورؤساء المصالح اللاممركزة للدولة بالإضافة إلى ممثلي المجتمع المدني.
وتم افتتاح أشغال اللقاء التواصلي بكلمة والي الجهة التي ركز فيها بالخصوص على مضامين البرامج الأربعة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة، وكذا حصيلة المنجزات والمكتسبات المحققة على مستوى عمالة مراكش والتي تميزت بنتائج جيدة كان لها الوقع الإيجابي على الظروف المعيشية للفئات الاجتماعية المستهدفة.
وقد بلغ عدد المشاريع المبرمجة خلال الفترة المذكورة 768 مشروعا فاقت نسبة إنجازها 87%. ففي إطار برنامج تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية والخدمات الأساسية بالمجالات الترابية الأقل تجهيزا، همت المشاريع المبرمجة تعزيز وتقوية البنيات التحتية في قطاعات الصحة والتعليم والكهربة القروية والتزويد بالماء الصالح للشرب وإحداث الطرق والمسالك الطرقية من أجل فك العزلة وتحسين الظروف السوسيو -اقتصادية للفئات المعوزة.
أما بخصوص برنامج مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، الرامي إلى توفير خدمات الرعاية الاجتماعية وتحسين الظروف المعيشية للفئات المعوزة، فقد تمثلت تدخلات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تحسين العرض الحالي لمؤسسات الرعاية الاجتماعية من خلال تأهيلها وإحداث مراكز اجتماعية جديدة، ودعم الجمعيات التي تدير هذه المؤسسات وتقوية قدراتها في مجالي التسيير والتدبير.
وبالنسبة لبرنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، في شقه المتعلق بدعم ومواكبة الشباب لإدماجهم في سوق الشغل وتنمية قدراتهم، فقد تم دعم 306 مشاريع لفائدة 401 شاب وشابة، في حين تم دعم 27 مشروعا لفائدة 25 تعاونية في إطار المحور المتعلق بتحسين الدخل الخاص بمواكبة سلاسل الإنتاج ذات إمكانيات التشغيل العالية ضمن برنامج البنك الدولي، فيما تم دعم 22 تعاونية خارج برنامج البنك الدولي.
كما عرف البرنامج الرابع الهادف إلى دعم التنمية البشرية للأجيال الصاعدة من خلال الاستثمار في الرأسمال البشري إنجاز مشاريع مهمة تعنى بصحة الأم والطفل. وفي هذا الإطار تمت برمجة مشروع يروم إحداث منظومة الصحة الجماعاتية لدعم صحة الأم والطفل بالوسط القروي، كما مكنت العمليات المبرمجة في إطار تعميم الولوج إلى التعليم الأولي بالوسط القروي من تشغيل 158 وحدة للتعليم الأولي تستقبل 3839 طفلة وطفل.
وسعت مشاريع هذا البرنامج إلى معالجة المشاكل المرتبطة بالتعثرات في التحصيل الدراسي والهدر المدرسي وضمان تكافؤ الفرص بين أوساط التلميذات والتلاميذ بالوسطين القروي والشبه الحضري، حيث تمت برمجة مشروع يستهدف 4617 تلميذة وتلميذ من أجل تعزيز مكتسباتهم في مادتي اللغة الفرنسية والرياضيات، ناهيك عن تأهيل دور الطالب والطالبة التي تأوي التلميذات والتلاميذ المنتمين للأسر المعوزة و المنحدرين من الوسط القروي فضلا عن اقتناء حافلات للنقل المدرسي ووحدة طبية متنقلة للصحة المدرسية مع إحداث مراكز تفتح الأطفال والشباب التي تقدم الأنشطة المدرسية الموازية كالمسرح والموسيقى والرسم.
وعقب ذلك قدم أنوار ادبيرة التلمساني رئيس قسم العمل الاجتماعي عرضا تناول فيه حصيلة المنجزات الخاصة بفترة 2019-2022 على مستوى عمالة مراكش حسب البرامج الأربعة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
هذا، وقد وشكل هذا اللقاء التواصلي مناسبة لتعميق النقاش وتبادل الآراء مع الفاعلين من جمعيات المجتمع المدني والمجالس المنتخبة والمصالح اللاممركزة للدولة من أجل المساهمة في دعم دينامية تدخل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتحسين آليات تنفيذ برامجها وتعزيز تفاعل الشركاء واعتماد مقاربة ترابية تحرص على التكامل وعلى التخطيط المتعدد السنوات.
كما تم تخلل أشغال اللقاء عرض كبسولات حول بعض مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بعده تم توقيع 8 اتفاقيات للشراكة في إطار برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب.
وعلى هامش أشغال اللقاء، اطلع والي جهة مراكش-آسفي، رفقة الحضور، على نماذج بعض المشاريع، تم عرضها بمقر ولاية جهة مراكش-آسفي، ليشرف بعد ذلك على مراسم تسليم مفاتيح 03 حافلات للنقل المدرسي تم اقتناؤها من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتمكين التلاميذ والتلميذات المستهدفين من متابعة دراستهم وتخفيف معاناة تنقلهم اليومي من وإلى المؤسسات التعليمية، ووحدة طبية متنقلة خاصة بالصحة المدرسية.