ويعتبر صهريج المنارة جزءً لا يتجزأ من المنظر الطبيعي لهذه الحدائق التاريخية، كان شكّل، دائما، موطنا لتلك الأسماك، التي تعد عنصر جذب للزوار الذين يستمتعون بمشاهدتها وهي تتحرك في المياه.
وبحسب المعطيات المتوفرة، فإن السبب المحتمل وراء نفوق هذه الأسماك يعود إلى التغذية غير السليمة التي يزودها بها الزوار. فكثير من زوار الحديقة يقدمون للأسماك قطع الخبز اليابس كنوع من الاستمتاع بمشاهدتها وهي تأكل. ومع ذلك، فإن هذه العادة كانت لها آثار سلبية على البيئة المائية في الصهريج، حيث إن الخبز اليابس يتحلل ببطء في المياه ويساهم في تلويثها، ما يؤدي إلى تغيير في جودة المياه وزيادة نسبة الشوائب والبكتيريا الضارة، الأمر الذي يجعل الحياة فيها أكثر صعوبة للأسماك.
إلى جانب ذلك، أشارت مصادر مطلعة، طلبت عدم الكشف عن هويتها، إلى أن الصهريج تعرض لانقطاع في تدفق المياه لفترة طويلة. ويُعزا هذا الانقطاع إلى توقف الشعبة التي كانت تجلب المياه من ضواحي مدينة مراكش إلى الصهريج. هذا التوقف قد يكون ناتجا عن قلة المياه التي تعاني منها المنطقة بشكل عام، والتي ترتبط بشدة الجفاف الذي يعرفه المغرب في السنوات الأخيرة، نتيجة التغيرات المناخية وقلة التساقطات المطرية.
فيما تعتبر هذه الظروف المتداخلة من أسباب تفاقم الوضع، إذ أن الأسماك لم تجد بيئة صحية لتعيش فيها، وهو ما أدى إلى نفوق أعداد كبيرة منها. الجفاف وتراجع مصادر المياه الطبيعية، إضافة إلى العادات الخاطئة في التعامل مع الحياة المائية، كلها عوامل ساهمت في هذا الكارثة البيئية التي أثرت بشكل سلبي على أحد أهم معالم مدينة مراكش.
كما شرعت السلطات المحلية والمعنية بدورها في تحقيقات مكثفة لمعرفة الأسباب الدقيقة وراء هذا الحادث، وكيفية معالجة الوضع للحيلولة دون تكراره في المستقبل. كما تم الإبلاغ عن محاولات لتنظيف الصهريج وضخ كميات جديدة من المياه النظيفة، على أمل إعادة الحياة إلى الصهريج واستعادة جماله الطبيعي الذي طالما كان محط إعجاب الزوار.
هذا؛ وبالنظر إلى أهمية هذه الحدائق وصهريجها كجزء من التراث التاريخي والثقافي لمدينة مراكش، فإن هذا الحادث يعكس الحاجة إلى وعي أكبر لدى الزوار بأهمية الحفاظ على البيئة المائية واحترام النظم الطبيعية التي تؤثر بشكل مباشر على حياة المخلوقات فيها. يجب أن تكون هذه الواقعة درسا للجميع حول أهمية التعامل بحذر ومسؤولية مع البيئات الطبيعية لضمان استمرار الحياة فيها.