أثارت الزلازل المدمرة التي ضربت تركيا وسوريا، مخلفة خسائر بشرية ومادية كبيرة، تخوفات عدد من المواطنين، خصوصا مع توالي الهزات الأرضية في الأسابيع القليلة الماضية، بإقليمي الحسيمة الدريوش إضافة إلى أكادير، فهل تشكل هذه الارتدادات خطرا على ساكنة هذه المناطق؟
وفي هذا الصدد، قال ناصر جبور، رئيس قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء، التابع للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، إن النشاط الزلزالي في تركيا مختلف عن النشاط الزلزالي بالمغرب، وهذا راجع إلى الجيولوجيا، لكون فوالق الصدوع الجيولوجية بتركيا مجتمعة في منطقة ضيقة، وبالتالي فهي تعطي سلسة ارتدادات متتابعة، تنتج عنها زلازل ذات قوة كبيرة، عكس المغرب الذي يضم فوالق وصدوع مشتتة على مساحات واسعة بالتالي تكون الهزات نسبيا أقل قوة.
وأوضح جبور، في تصريح لـLe360، بأن مجمل الزلازل التي تقع في المغرب ذات قوة ضعيفة إلى متوسطة، مشيرا إلى أنه يمكن أن تحدث بعض الزلازل القوية في عرض المحيط الأطلسي وفي المحيط الأطلنطي، بحيث أن هناك فوالق ذات قوة كبيرة يمكن أن تعطي زلازل بقوة 7.5 درجات على سلم ريتشر مماثلة لتلك التي رأيناها في تركيا.
وأشار رئيس قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء إلى أن الارتجاج الزلزالي في المحيط عادة ما تتبعه موجات تسونامي، وتختلف قوتها حسب كيفية حدوث الشرخ على مستوى الصدع، فيمكن أن تعطينا تسونامي بارتفاع ضعيف أو متوسط.
وشدد المسؤول على أن مركز المراقبة الزلزالي بالمغرب، التابع للمعهد الوطني للجوفيزياء، دائما ما يشتغل بيقظة 24/24 ساعة كيفما كان الحال وكيفما كان مستوى النشاط.
وعلى مستوى النشاط الزلزالي بالمغرب، يضيف مصدرنا، «لم نسجل هذه الأيام تغير في المستوى، فنفس المعدل الذي نراه عادة أي تقريبا 30 هزة زلزالية صغيرة كل 24ساعة».
وتابع: «التنبؤات فيما يخص الزلازل غير ممكنة لحد الآن، فهذا المجال متروك للبحث العلمي، ومختبرات كثيرة تحاول إيجاد طريقة أو تقنية للتنبؤ مسبقا بالزلازل، لكن ليست هناك نتائج إيجابية، بالنسبة للتسونامي يمكن التنبؤ به لأنه يحدث مباشرة بعد الزلزال ويمكن معرفة حتى علو الأمواج».
يقول ناصر جبور، رئيس قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء، التابع للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، إن الزلازل تنتشر عبر ربوع المملكة خصوصا الجزء الشمالي، مشيرا إلى أن المناطق الصحراوية تعتبر هادئة زلزاليا، أما بخصوص «تسونامي»، أكد المصدر ذاته أنه «يهدد كل الشواطئ المغربية، سواء على الجانب المتوسطي أو الأطلسي، لكن بنسب متفاوتة ويعتمد المركز على وسائل الإنذار المبكر لرصدها».
ولفت المتحدث إلى أنه «دائما ما يجب التحضير والتوعية لاكتساب المعلومات المفيدة حول كيفية التعامل مع الزلزال والتسونامي».