واستأنفت الساكنة المحلية في تحناوت ونواحيها، والتي تبعد عن مدينة مراكش بنحو 60 كيلومترا، أنشطتها الاقتصادية والاجتماعية، وتعمل على النهوض بالمنطقة في سياق تجاوز مرحلة الزلزال، والتطلع إلى وضع أفضل.
وهكذا، يتم تسجيل عودة تدريجية لمختلف الأنشطة الاقتصادية، لاسيما في القطاع السياحي، الذي يميز هذه المنطقة من جهة مراكش - آسفي، بغية تقديم الخدمات ومواكبة مرحلة ما بعد الزلزال، لتحقيق التعافي واسترجاع الأنشطة لزخمها المعهود.
وتأتي الدينامية المسجلة بتحناوت، كما هو الحال بباقي المناطق والقرى المعنية بزلزال الحوز، بفضل المجهودات المبذولة من قبل مختلف المصالح المعنية من أجل عودة الحياة إلى طبيعتها، لاسيما في الدواوير الأكثر تضررا جراء هذه الكارثة الطبيعية.
كما تعد ثمرة للتعبة المتواصلة من قبل جميع الفاعلين المحليين والسلطات العمومية، والقوات المسلحة الملكية، والدرك الملكي، والوقاية المدنية، والمديرية العامة للأمن الوطني، والقوات المساعدة، ومؤسسة محمد الخامس للتضامن، والهلال الأحمر المغربي، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية للملك محمد السادس.
ويتهيأ مختلف المعنيين بالمجال السياحي لاستقبال الوافدين من داخل المملكة وخارجها، والذين كانوا قد ضربوا موعدا مع المنعشين السياحيين والفاعلين المحليين في هذا المجال لزيارة المنطقة قبل الزلزال، معلنين البدء في التحضيرات العادية التي تسبق مثل هذه المبادرات في شهري شتنبر وأكتوبر من كل سنة.
ويضاعف السكان وأصحاب المشاريع الاقتصادية، لاسيما السياحية منها، مجهوداتهم لكي تسترجع المنطقة عافيتها، وجاذبيتها الاقتصادية.
وفي هذا الصدد، قال ياسين آيت أوفقير، وهو فاعل سياحي من تحناوت، إن « الاستعدادات جارية لاستعادة الأنشطة السياحية في المنطقة »، مشيرا إلى أن مسلسل التعافي من آثار الزلزال مستمر في ظل التعبئة المتواصلة، المتسمة بعودة المبادرات الاقتصادية إلى سابق عهدها.
وأكد آيت أوفقير، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه « تم تجاوز مرحلة صدمة الزلزال، وبدأت الحركة السياحية تعود بالتدريج لنشاطها المعهود »، مبرزا أن المؤشرات تدل على تطورها مستقبلا في ظل الأمل الذي يحدو الفاعلين المحليين.
من جهته، قال محمد، الذي ينشط في المجال السياحي بدوار الصوالح (ضواحي تحناوت)، إن « المواطنين عادوا إلى ممارسة أنشطتهم الاعتيادية في ظل التفاؤل السائد، بعد المبادرات التضامنية، والمساعدات التي أشرفت السلطات على توزيعها ».
وأكد محمد، في تصريح مماثل، أن السلطات المحلية قامت بالعديد من المجهودات لتلبية الحاجيات التي ساعدت في النهوض مجددا، والسير قدما في الأنشطة الاقتصادية المعتادة بالمنطقة، معربا عن عميق امتنانه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لما يوليه جلالته من عناية فائقة للساكنة المتضررة جراء الزلزال.
من جانبها، كشفت عائشة، وهي إحدى الفاعلات في تعاونية نسائية لإنتاج زيت الأركان بتحناوت، أن العمل في هذه التعاونية رجع إلى سابق عهده، في سياق التأقلم مع الوضع الاجتماعي والاقتصادي لما بعد زلزال الحوز.
وأبرزت عائشة أن نساء التعاونية مقتنعات بضرورة استئناف العمل من أجل تحسين دخلهن ووضعهن الاجتماعي، لاسيما وأن هذه الوحدة الاقتصادية تضطلع بدور فعال في مساعدة النساء للحصول على دخل قار.