فواحة «تيوت» التي تبعد عن مدينة تارودانت بـ30 كلم، تعتبر من أجمل الواحات السياحية بالمنطقة، والتي تستهوي آلاف الزوار الوافدين من كل المناطق للاستجمام والاستمتاع بالأجواء الطبيعية الهادئة، وجمال المناظر الخلابة، ومزاولة الأنشطة الترفيهية، والظفر بوجبة الطاجين السوسي التقليدي.
وتمتد واحة «تيوت» الطبيعية، على مساحة 187 كلم مربع، حيث يقودك زقاق طويل يمر وسط المنازل الصغيرة البسيطة، في اتجاه الواحة في لقاء مع الماء والخضرة.
«تيوت» كلمة أمازيغية، تعني «منبع الماء»، أو «حدبة الجمل»، وتحتضن واحة كبيرة جمعت كل شروط الفضاءات الايكولوجية السياحية، علاوة عن الآثار التاريخية التي تؤرخ لحقبة مهمة من حكم السعديين.
وتعتبر واحة «تيوت»، واحدة من أهم المراكز السياحية بجهة سوس ماسة، حيث كانت لها مكانة خاصة كمركز للراحة والاستجمام عند أمراء السعديين، وما تزال المنطقة تحتضن العديد من المعالم التي تعود لعهد السعديين، أهمها الجامع الكبير الذي بناه السلطان محمد الشيخ السعدي، بدوار القصبة.
وفي هذا الصدد، قال إبراهيم الرامي، فاعل جمعوي ورئيس منتدى المبادرات لتنمية واحة « تيوت »، إن الواحة، تمتد على مساحة 1000 هكتار منها 450 هكتارا، تخضع لعملية السقي، وتتوفر على ثروة مائية قادمة من العيون النابعة من الفرشة المائية المحلية، وتمتد إلى الحقول عبر سواقي جزء منها مبني بالإسمنت، ويحيط بالواحة من ثلاث جهات تلال، مع وفرة العديد من أشجار النخيل وأشجار الخروب والرمان.
وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن أشغال تأهيل الواحة، التي يباشرها المسؤولون بالمنطقة حاليا، ستكون مشجعة للسياحية، معتبرا هذه الخطوة إيجابية تستهدف العناية بالمنطقة واستقطاب أكبر عدد من السياح الوافدين إلى جهة سوس ماسة.
وتعرف واحة «تيوت» بقصبتها التاريخية، التي يطلق عليها إسم « أكاديرابلان »، والتي تضم كل المرافق الضرورية من مخازن، قاعة للحكم، غرف سكنية لاستقبال الضيوف ومطفيات وسجن، حيث جعلها السعديون ملاذا لهم كلما اشتدت الشدائد، خاصة وهي القريبة من عاصمتهم تارودانت.
هي إذا، فضاء إيكولوجي ومتحف للتراث المائي، حيث يجد السائح أثناء تجوله سلسلة متكاملة من خطارات، سواقي، صهاريج..، فهي غنية بالثروات المائية الجوفية، التي حولت الواحة إلى جنة خضراء تؤثثها أشجار النخيل والزيتون والأركان والرمان، وتجعلها قبلة لكل عاشق للطبيعة.