وحسب معطيات رسمية صادرة عن المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بجهة سوس ماسة، فقد نُقلت الضحية في حالة حرجة من مستشفى المختار السوسي بمدينة بيوكرى إلى مستشفى الحسن الثاني بعد «تعرضها لنزيف حاد عقب عملية قيصرية أجريت لها حفاظًا على سلامتها وسلامة جنينها. غير أن وضعها الصحي تدهور رغم كل محاولات الإنقاذ التي بذلها الطاقم الطبي، لتنتهي حياتها بعد ساعات من إدخالها إلى مصلحة الإنعاش».
وأكدت المديرية في بلاغ صحفي أن المولود يخضع حاليا للمراقبة الطبية الدقيقة، مشيرة إلى أن لجنة طبية وإدارية فتحت تحقيقًا عاجلا لتحديد ظروف وملابسات الوفاة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حال ثبوت أي تقصير.
كما نفت المديرية الجهوية ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن غياب أطباء اختصاصيين في أمراض النساء والتوليد بالمستشفى، مؤكدة أن المصلحة تتوفر على الطاقم الطبي الضروري للتكفل بالحالات المستعجلة.
وكانت الوفيات المتتالية بهذا المستشفى قد أشعلت موجة غضب عارمة في صفوف ساكنة أكادير، التي نظّمت خلال الأسابيع الماضية وقفات احتجاجية أمام بوابة المستشفى الجهوي، مطالبة بفتح تحقيق شامل في ما وصفته بـ«الإهمال الطبي وسوء التدبير».
وأسفرت هذه الحركة عن إعفاء المديرة الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بسوس ماسة لمياء شاكيري، والمندوب الإقليمي للصحة خالد الريفي، ومدير المستشفى الجهوي جامع العظم، وعدد من المسؤولين الإقليميين والجهويين. كما تقرر فسخ عقود شركات الاستقبال والنظافة والحراسة، وذلك على خلفية الاحتجاجات التي نظمتها فعاليات جمعوية وحقوقية وسكان أكادير الكبير تنديدًا بالأوضاع المزرية التي يتخبط فيها المستشفى.
وتأتي هذه الحادثة لتزيد من حدة الغضب الشعبي والإحساس بعدم الثقة في المنظومة الصحية بالجهة، خاصة بعد تكرار الوفيات النسائية داخل مستشفى الحسن الثاني، ما يطرح بإلحاح أسئلة حول المسؤولية والمساءلة وجودة الخدمات الصحية المقدمة للنساء الحوامل في المؤسسات العمومية.
