وقالت نادية الجرايفي، إحدى المستفيدات من الحملة الطبية، إنها سعيدة باستفادة ابنها من عملية جراحية لتقويم تشوه خلقي على مستوى اللهاة، بعدما كان يعاني أثناء الأكل ومن مشاكل في النطق، مشيرة إلى أنه بعد العملية تحولت حياته إلى الأفضل واختفت الأعراض التي كانت تحول دون نموه بشكل طبيعي.
وأضافت المتحدثة، في تصريح لـLe360، أنها سبق وأن استفادت من الحملة نفسها في السنوات الماضية لفائدة ابنيها، حيث أجريت لهما عملية جراحية مشابهة تكللت بالنجاح، وهما الآن يمارسان حياتهما بشكل طبيعي ويتابعان دراستهما على نحو جيد، منوهة بالعمل الخيري الذي تقدمه هذه الجمعية لفائدة الأطفال الذين يعانون من تشوهات خلقية.
وأوضح حاتم الدروسي، طبيب جراح تجميل بمراكش، في تصريح مماثل، أن الأطفال الذين يعانون من شق الشفة أو شق سقف الشفة، يستفيدون من مواكبة طبية شاملة تبتدئ بالاستشارة الطبية التي تكون في اليوم الأول للحملة قبل أن يتم برمجة الأيام الجراحية، مضيفا أن ما يناهز 90 حالة استفادت من القافلة منذ انطلاقها يوم 14 شتنبر الجاري إلى غاية 19 منه، ومن المتوقع أن تفوق الـ100 حالة.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن العمليات الجراحية تشرف عليها أطقم مغربية من مستوى عالٍ ونظيرتها الأجنبية القادمة من مختلف مناطق العالم بغية إرجاع البسمة إلى وجوه المستفيدين لإكمال حياتهم بكل أريحية وللاندماج بشكل كامل في المجتمع.
من جانبها أوضحت فوزية جبارة محمودي، نائبة رئيس جمعية عملية «البسمة»، أن الحملة تتصادف هذه السنة مع الذكرى 25 لانطلاق الجمعية في مسارها الإنساني «البسمة»، حيث وصلت هذه الأخيرة إلى استفادة ما يزيد عن 13400 طفل من التدخلات الطبية المجانية على يد أطقم صحية ذات كفاءة عالية من داخل المغرب ومن خارجه، وبمشاركة أزيد من 6 آلاف متطوع دوليين من ضمنهم مغاربة.
وأكدت المسؤولة نفسها، في تصريح لـLe360، أن هذه العمليات لا تأتي من فراغ وإنما من تتبع عبر المراكز المفتوحة لهذا الغرض في كل من الدار البيضاء والجديدة ووجدة، إذ تكون المواكبة للأطفال منذ الولادة بخمسة أيام للإستفادة من تدخلات طبية للأكل الجيد ولنمو أفضل إلى أن يبلغوا من العمر 6 أشهر حيث يخضعون لعملية جراحية وبعد 6 أشهر أخرى يستفيدون من عملية الهاء المشقوقة.
وبعد هذه العمليات المسترسلة، يستفيد المعنيون من مواكبة طبية من طرف أطباء الأسنان والنطق وغيرهما، مشيرة إلى أن الجمعية تعمل أيضا على عمليات جراحية تخص الأذن تهم مشكل سقف اللهاة لتفادي المضاعفات الخطرة التي قد تتسبب فيها للأطفال بعد البلوغ، فضلا عن علاج مشاكل الأطفال الذين يعانون من عدم التوافق بين الفك العلوي والسفلي بغية إعادة البسمة إلى وجوههم واستكمال حياتهم على النحو الجيد.