وقد أنجزت هذه الدراسة أستاذة علم الاجتماع بجامعة سيدي محمد بن عبد ﷲ بفاس، وسيلة بنكيران، وشملت 164 مريضا، تمت متابعتهم تحت إشراف جمعية دار زهور لمحاربة السرطان ما بين يونيو 2024 ومارس 2025.
وأظهرت نتائج الدراسة أن 68% من المشاركين أبلغوا عن انخفاض كبير في مستويات القلق والاكتئاب، ما يؤكد الأثر الإيجابي للرعاية الداعمة في تحسين جودة حياة مرضى السرطان.
أهمية الرعاية الداعمة
اعتبرت الدراسة أن علاج السرطان لا يقتصر على العلاجات الطبية فحسب، إذ يواجه المريض تحديات متعددة مثل القلق، والألم، والإرهاق، والعزلة، وفقدان الثقة بالنفس، والانفصال المهني، وهو ما يبرز أهمية الرعاية الداعمة كعنصر أساسي في مسار العلاج.
ويشارك في تقديم هذا النوع من الرعاية فريق متكامل من المهنيين، يضم الأخصائيين النفسيين، والمعالجين بالفن، وأخصائيي التغذية، ومدربي النشاط البدني الملائم، وخبراء التجميل، والمعالجين بالتنويم السريري، وغيرهم من المختصين الذين يعملون معاً من أجل استعادة طاقة المريض وكرامته وتحسين جودة حياته.
وفي هذا السياق بحسب الدراسة، تؤكد الجمعية الفرنسية للرعاية الداعمة في الأورام (AFSOS) أن هذا النهج «يشمل جميع أشكال العناية والمساندة الضرورية للأشخاص المصابين بالسرطان طوال فترة علاجهم، من أجل ضمان أفضل جودة حياة ممكنة على المستويات الجسدية والنفسية والاجتماعية والروحية».
انخفاض كبير في الاكتئاب وتحسن في جودة النوم
أكدت الدراسة أن 97% من المرضى أعربوا عن رضاهم التام أو الكبير عن الخدمات المقدمة في إطار الرعاية الداعمة، فيما أبلغ 68% عن انخفاض ملحوظ في مستويات القلق والاكتئاب، و73% لاحظوا تحسناً في جودة النوم وزيادة في الطاقة وتراجعاً في الألم.
وأظهرت النتائج أيضا أن أقارب المرضى استفادوا بدورهم من أثر إيجابي انعكس على توازنهم العاطفي وقدرتهم على التعامل مع المريض.
ونقلت الدراسة شهادة لإحدى المريضات تقول فيها: «في دار زهور، استعدت ثقتي بنفسي. لقد عاملوني كإنسانة كاملة، لا كجسد مريض.»
دعوات للاعتراف الرسمي
وأبرزت الدراسة أن الرعاية الداعمة ليست رفاهية، بل ضرورة طبية وإنسانية، مؤكدة أن دمجها في منظومة العلاج يسهم في تقليل معاناة المرضى، وتعزيز التزامهم بالعلاج، والتخفيف من الضغط النفسي على مقدمي الرعاية، وتشجيع الاعتماد على منهج تكاملي للصحة في المغرب.
وفي السياق ذاته، دعت جمعية دار زهور لمحاربة السرطان إلى الاعتراف الرسمي بالرعاية الداعمة ضمن السياسات الصحية العمومية، وإدراجها في برامج تكوين الأطباء بالمغرب.
