تأتي قيمة هذا الكتاب في كونه يناقش موضوعاً هاماً أكثر راهنية، إذْ يُقدّم فيه مجموعة من التحليلات حول مسألة التعذيب، خاصّة في ظلّ تنامي المظاهرات وتأجيج الأزمات في الأزمنة الراهنة. لذلك يصبح الموضوع يكتسي أهمية بالغة داخل مجال الفضاء العام، لأنّه يرتبط ارتباطاً شديداً بالإنسان وحرية تعبيره وحقوقه. فقد تراجع التأليف في مثل هذه المسائل التي تُربك الدول وتعرّي ميثولوجياتها حول مفاهيم السلطة والتسلّط والإنسان. غير أنّ العنوان الذي اختاره السباعي يوحي بأنّه أشبه بنداءٍ إلى عالمٍ خالٍ من التعذيب، عالم تسود فيه كرامة الإنسان وتحتل فيه حرية التعبير منزلة رفيعة أمام التغيّرات التي بات يحبل بها العالم في ظلّ تفشي الديكتاتوريات وتسلّط الأنظمة على الناس وأجسادهم.
وحسب تقديم الكتاب، فإن محم السباعي « راكم تجربة أكاديمية ومهنية، تمتد لأزيد من ثلاثة عقود من الزمن، في مجالات التأطير والتكوين والمرافعة الحقوقية على المستويين الوطني والدولي. ساهم في إعداد دراسات استراتيجية وتقارير تقييمية ومذكّرات ترافعية حول قضايا ذات صلة بالحماية والنهوض بحقوق الإنسان، كما أنجز وأطر دورات تكوينية متقدّمة لفائدة مؤسساتيين ومدنيين وطلبة باحثين في عدد من الجامعات المغربية. شغل سابقاً مهمة إطار مسؤول بالمجلس لحقوق الإنسان في مجال الحماية، وشارك في برامج تدريبية دولية مرموقة من ضمنها لدى المراقب العام لأماكن الحرمان من الحرية بفرنسا والآلية الوطنية للوقاية من التعذيب بكرواتيا. كما تلقى تكوينات متخصصة تحت إشراف خبراء من اللجنة الفرعية لمنع التعذيب ».




