أزمور.. مدينة تجمع بين الطابع التاريخي والجمال الطبيعي والثقافة الغنية

مدينة أزمور

مدينة أزمور

في 11/07/2024 على الساعة 09:33

تتفرد مدينة أزمور بموقعها الاستراتيجي المتميز؛ نظرا لقربها من المحيط الأطلسي واختراقها الضفة الشمالية لنهر أم الربيع الساحر، ما يمنحها مناخاً معتدلاً مع فصول صيف دافئة وشتاء معتدل، الأمر الذي يجعل منها منطقة جذب خلّابة للسياح من داخل وخارج المملكة.

تُعد أزمور أو « أزما » بالأمازيغية من بين أقدم المدن وأعتقها في تاريخ المغرب، فأصولها تعود إلى عصور ما قبل الفتح الإسلامي. ومعالمها التاريخية الشامخة لا زالت شاهدة على تعاقب مجموعة من الحضارات والثقافات التي ساهمت في تكوين الشكل الحالي للمدينة.

مدينة التلاقح الثقافي والتسامح الديني

علاوة على طابعها التاريخي، تشتهر أزمور أيضا بصورتها الدينية الطافحة، فالمدينة تتميز بكثرة المساجد والأضرحة والزوايا. فلا يمكن للزائر أن يمشي بضعة أمتار إلا وأن يرى أمامه قبة أو صومعة، وعلى سبير الذكر ولا الحصر، نذكر ضريح مولاي بوشعيب وضريح للاعائشة البحرية وضريح سيدي محمد بن عبد الله، فضلا عن الزوايا الـ 14 التي تؤثت شرايين المدينة (الزاوية التجانية، الزاوية الشاذلية، الزاوية الدرقاوية، الزاوية الغازية، الزاوية العيساوية..).

كما تجسد مدينة أزمور المثال الحي للتلاقح والتسامح الديني كونها مركزًا روحيًا للديانتين الإسلامية واليهودية، إذ يتعايش اليهود إلى جانب المسلمين بسلام في حي الملاح، كما تعد المدينة محجا لليهود في ظل تواجد كل من ضریح الحاخام أبراهام مول نيس، وضريح الحاخام أبراهام بن نتان.

مدينة الفن والتراث

كورشة كبيرة للفن التشكيلي، تحتضن مدينة أزمور عددا كبيرا من الفنانين والرسامين؛ على غرار الفنان التشكيلي بوشعيب الهبولي وعبد الله الديباجي وعبد الرحمن رحول وغيرهم. كما تحولت جدران هذه المدينة لمعرض ضخم يبرز لوحات مفعمة بالألوان والأشكال.

كما تعرف مدينة أزمور بفن الملحون والطرز الزموري وصناعة الزرابي والجلابيب، وأطباق السمك المتنوعة التي يبرع الزموريون في طهيها وتقديمها لضيوفهم وزوارهم.

نهر أم الربيع.. القبلة الأولى للزوار

يعتبر نهر أم الربيع شريان الحياة لمدينة الحياة، كونه ساهم في ازدهارها على مر العصور، حيث يعتمد سكان المدينة على هذا الوادي كمصدر رئيسي للمياه والزراعة والصيد. كما يجذب نهر أم الربيع العديد من الزوار إلى المدينة، سواء لمشاهدة جماله الطبيعي أو لاستكشاف الأنشطة المائية التي يمكن القيام بها فيه.

داخل أسوار المدينة القدمية وعلى طول الشط الشمالي لنهر أم الربيع تصطف عشرات المقاهي والمطاعم، هذه الأخيرة توفر منظرا بانوراميا للوادي المتزين بمراكب الصيادين، فهناك يمكن للسائح والزائر الاستمتاع بجمالية النهر مع التلذذ بأجود الأطباق والمشروبات التقليدية.

مدينة أزمور.. وجهة صيفية جذابة

بفضل موقعها الجذاب وإطلالتها البهية على البحر والنهر وأيضا قربها من مدينتي الدار البيضاء (حوالي 88 كلم) والجديدة (حوالي 29 كلم)، يمكن اعتبار مدينة أزمور وجهة سياحية صيفية مميزة ومثالية، حيث توفر للزائرين كل ما يحتاجونه من خدمات فندقية ومنازل للكراء ومطاعم ومقاهي وإطلالات بانورامية، فضلا عن سهولة التنقل بين الشرايين الطرقية للمدينة لوجود عدد من وسائل النقل كالحافلات وسيارات الأُجرة. لذلك ندعو السياح والعائلات لاكتشاف المؤهلات التي تتوفر عليها أزمور، بقضاء عطلة صيفية مُمتعة وحُبلى بالأنشطة الترفيهية المتنوعة.

تحرير من طرف جواد الكبوري
في 11/07/2024 على الساعة 09:33