لم يكتب بعد لعاصمة إقليم دكالة أن تتوفر على محطة طرقية جديدة تعوض القديمة، التي لم تعد قادرة على استيعاب العدد الكبير للمسافرين الذين يتدفقون عليها يوميا، والذين يعانون في ظل العشوائية وغياب النظافة والنظام.
المحطة الطرقية الجديدة.. مجرد بناية بدون خدمات
تقع المحطة الطرقية الجديدة بشارع عبد الكريم الخطيب (قرب محطة القطار)، وتتوفر على طاقة استيعابية متكونة من 27 رصيف للحافلات كبيرة الحجم، وفندق يتوفر على 16 غرفة، ومحطة لوقوف سيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة.
وجرى بناؤها وفق معايير معتمدة وطنيا تسمح بدخول وخروج الحافلات دون إرباك حركة السير و الجولان.
وتمت المصادقة من طرف أعضاء المجلس الإداري، بتاريخ 09 نونبر 2017، على قرار إحداث محطة طرقية جديدة للمسافرين بالقرب من محطة القطار بدلا من إحداثها بشارع جبران خليل جبران، كما كان مقررا سابقا.
وحسب ما عاينه Le360، فإن الأشغال في المحطة الطرقية الجديدة متوقفة، حيث تبدو هذه البناية في حالة حديثة وجيدة، في انتظار افتتاحها في وجه المسافرين من وإلى مدينة الجديدة.
اختلالات تتسبب في « بلوكاج » بالمحطة الطرقية الجديدة
مازال سكان مدينة الجديدة ينتظرون افتتاح المحطة الطرقية للمسافرين الموجودة على مقربة من محطة القطار، ورغم اكتمال الأشغالة بهذه المنشأة قبل سنة 2021، إلا أنها لا تزال خارج الخدمة بسبب اختلالات ونزاعات حول الوعاء العقاري المشيدة فوقه.
في هذا الصدد، أفاد يوسف اليعقوبي، المنسق الإقليمي للهيئة الوطنية لحماية المال العام والشفافية بالمغرب، في تصريح لـ Le360، أن « البلوكاج » الذي يؤخر افتتاح المحطة الطرقية الجديدة يعود للاختلالات العديدة التي شابت مشروع بناء وتشييد هذه المنشأة، وعلى رأسها خروقات قانونية في تفويت الرسوم العقارية ونزع ملكية الأرض، فضلا عن معايير بناء هذه المحطة التي لاتتوافق مع ما كان متفق عليه سابقا.
ولفت يوسف اليعقوبي إلى أن مدينة بحجم الجديدة في حاجة ماسة إلى محطة طرقية كبيرة تلبي احتياجات وتطلعات السكان، مشيرا إلى أن الأوضاع في المحطة القديمة باتت متردية، ولم تعد صالحة للخدمة رغم تواجدها وسط المدينة.
بدوره، أكدت مصادر من داخل المجلس البلدي لمدينة الجديدة أن مجموعة من الخروقات شابت تنفيذ المبادلة العقارية للمحطة الطرقية، ومنها ما يتعلق بعدم تكافؤ القيمة المالية للمبادلة العقارية، إذ أن بروتوكول التفاهم الموقع بين طرفي هذه المبادلة، يشير إلى أن الوعاء العقاري لمحطة المسافري، ذو قيمة عقارية ومالية مرتفعة بالنظر لموقعه.
وأوضحت المصادر ذاتها، أن سبب استمرار إغلاق محطة المسافرين هو عدم ملكية شركة المحطة الطرقية للوعاء العقاري الذي بنيت فوقه، لأن الرسم العقاري لا زال في ملكية المستثمر صاحب صفقة المبادلة.
من جهة أخرى، حوالنا مرارا وتكرار التواصل مع رئيس المجلس الإداري للمحطة الطرقية الجديدة، لكن هذا الأخير رفض التواصل معنا للإدلاء برأيه ومدنا بأجوبة صريحة حول أسباب استمرار إغلاق المحطة وموعد فتحها في وجه المسافرين. علما أن مدير المحطة الطرقية الجديدة سبق وأن قال في تصريح سابق لـ Le360 إن الأشغال بالمحطة الطرقية للمسافرين شارفت على الانتهاء، وأن رتوشات بسيطة تتعلق بالنظام الإلكتروني الخاص بالشبابيك هي التي قيد الإنجاز حاليا، وذلك في أفق افتتاحها في وجه الحافلات والركاب بتاريخ 29 شتنبر 2022.