وبرز بشكل واضح حجم الإقبال الكبير الذي سجله المسبح البلدي « المينيسيبال »، الذي أعيد افتتاحه منتصف يونيو الماضي في ظرف استثنائي تزامناً مع موجة حرارة شديدة عرفتها مدينة مكناس تجاوزت درجاتها 42 درجة مئوية، فقد كانت التسعيرة الرمزية التي لم تتعد 5 دراهم للكبار و3 دراهم للأطفال، عاملاً محفزاً لجذب مئات الزوار يومياً، لا سيما من أبناء الأسر ذات الدخل المحدود، الذين لطالما عانوا من غياب فضاءات استجمام عامة مجانية أو منخفضة التكلفة.
وفي تصريحات متفرقة لـLe360، عبّر العديد من ساكنة مدينة مكناس عن ارتياحهم الكبير لهذه المبادرة التي أعادت إحياء أحد أهم الفضاءات الترفيهية بالمدينة، مؤكدين أن المسبح يشكل متنفسًا أساسيًا لجميع فئات المجتمع، بمرافق متنوعة ومساحات واسعة تتيح للمرتادين قضاء أوقات ممتعة، مما يجعله المكان الأمثل للأطفال والشباب لممارسة الرياضة والاستجمام خلال فصل الصيف.
وفي هذا السياق، أبرز عبد الكريم الرفاعي، مدير المسبح البلدي بمكناس، أن هذا الفضاء يُعد من المعالم الرياضية التاريخية البارزة على الصعيد الوطني، لما يمثله من قيمة رمزية وترفيهية لدى ساكنة المدينة، لكونه المتنفس الوحيد الذي يستقبل الزوار يوميًا بمياه يتم تجديدها بانتظام، موضحا أن المسبح يعرف إقبالًا كثيفًا من مختلف الأحياء الشعبية، ما يعكس أهميته كفضاء ترفيهي متاح للجميع.
وأضاف المتحدث ذاته، أن افتتاحه هذه السنة جاء مبكرًا، منتصف الشهر الماضي، تفاعلًا مع موجة الحرارة المرتفعة، كما تم فتح مسبح « 20 غشت » في خطوة تهدف إلى تخفيف الضغط على المسبح البلدي، على أن يتم لاحقاً افتتاح المسبح الأولمبي قريبًا، في خطوة قال إنها « تجعل مكناس فخورة ببنيتها التحتية المائية ».
وفي ما يتعلق بالتسعيرة، أكد الرفاعي أن أثمنة الولوج المحددة في 5 دراهم للكبار و3 دراهم للأطفال تُعد الأرخص وطنياً بل وحتى على المستوى القاري، باعتبارها مبادرة من جماعة مكناس لتمكين مختلف الشرائح، خصوصاً ذوي الدخل المحدود، من حقهم في الترفيه والاستجمام في فضاءات نظيفة وآمنة ومفتوحة للجميع.
وفي سياق متصل، أكد هشام هداف، مدير المسبح الأولمبي بمكناس، في تصريح لـLe360، أن جميع الترتيبات والتجهيزات الضرورية شارفت على الاكتمال، استعداداً لافتتاح المسبح « الأولمبي » بباب بوعماير في وجه العموم، بعد سنوات من الانتظار. وأوضح المتحدث أن المرفق، الذي جرى تدشينه سنة 2018، ظل مغلقاً بسبب أعطاب تقنية حالت دون استغلاله، قبل أن يتم تجاوزها مؤخراً بفضل تدخلات وإصلاحات شملت مختلف مرافقه، لضمان تلبية كافة المعايير الصحية والأمنية المطلوبة.
وأشار إلى أن المسبح، الذي يُرتقب افتتاحه خلال الأيام القليلة المقبلة، من شأنه أن يخفف الضغط الكبير المسجّل على المسابح البلدية الأخرى، خاصة خلال فترات الذروة الصيفية، مضيفاً أن هذه الخطوة ما كانت لتتحقق لولا التنسيق المحكم بين المجلس الجماعي والسلطات المحلية والمصالح الأمنية.
وبخصوص تسعيرة الولوج، أوضح المصدر ذاته أنها ستُحدد في 10 دراهم للأطفال و15 درهماً للكبار، مؤكداً في الآن ذاته على أهمية التزام مرتادي المسبح بالحفاظ على نظافة وجودة هذا المرفق العمومي، باعتباره مكسباً جماعياً ومتنفساً ضرورياً لساكنة العاصمة الإسماعيلية.
ويُنتظر أن تُواكب إدارة هذه المرافق الدينامية الجديدة بمجموعة من الأنشطة والبرامج الترفيهية والرياضية، بما يعزز جاذبيتها ويجعلها فضاءات آمنة ونظيفة ومناسبة لاستقبال المصطافين في أحسن الظروف، وسط احترام تام لمعايير السلامة والنظافة.
وفي الوقت الذي تعرف فيه مكناس هذه الانتعاشة الصيفية، لا تزال مدن أخرى كفاس تُعاني من نقص حاد في المرافق الترفيهية والمسابح الجماعية، ما يدفع عشرات الشباب إلى اللجوء لبدائل غير آمنة، كالسباحة في ضفاف الأودية، وهي سلوكات تُهدد سلامتهم وتطرح أسئلة ملحّة حول الحاجة لتعزيز البنيات التحتية الصيفية في مختلف المدن المغربية.




