وقالت اللجنة، الناطق باسم الطلبة، إنه وبعد مرور تسعة أشهر «على دخول الطلبة الأطباء والصيادلة للمقاطعة المفتوحة التي فرضت عليهم بعد ما استوفوا جميع الحلول لتفاديه من حوار واستفسار طبع عليهما حسن النية والإرادة الحية في المساهمة في إصلاح منظومة الدراسات الطبية والصيدلانية على قدر المستطاع، غيرة على مهنة الطبيب والصيدلي، وصلوا اليوم إلى منعطف سيترك جرحا غائرا في جسد المنظومة الصحية والتعليمية».
إقرأ أيضا : بالفيديو والصور: أزمة الامتحانات والعقوبات ومُدّة التكوين.. طلبة الطب والصيدلة يحتجّون بالدار البيضاء
وأوضحت اللجنة، في ندائها، أن «هذه الأزمة قائمة على مطالب مشروعة للطلبة، برفضهم للاكتظاظ والضبابية البيداغوجية، في جميع الشعب، وكذا حذف سنة من التكوين»، داعية إلى «تغليب كفة الجودة على الكثرة»، مستنكرة ما وصفته بـ«القرارات المجحفة من توقيف وطرد وغلق لباب الحوار وتعاط رسمي تغيب عنه الجدية والإرادة الصادقة في حلحلة الأزمة».
وتابعت اللجنة: «فما يتمناه كل طالب اليوم هو خروج الغالبية الساحقة لأساتذتنا الأجلاء عن صمتهم، أساتذتنا الذين يعبرون لنا عن تضامنهم في كل لقاء عفوي فيدعون لنا بالتوفيق».
إقرأ أيضا : أزمة كليات الطب: العقوبات وتقليص مُدّة التكوين.. خطوة طُلّابية جديدة بعد مقاطعتهم للامتحانات
ووجهت نداء إلى أساتذة كليات الطب والصيدلة قالت من خلاله: «نناديكم اليوم بعدما استنفذنا كل السبل وطرقنا جميع الأبواب. فنحن اليوم أمام منعطف تاريخي سيترك جرحا غائرا في جسد المنظومة الصحية والتعليمية. نناشد أساتذتنا الكرام أن يشدوا عضدنا ولا يتركونا وحدنا أمام تكالب من لا تهمه رسالة مهنتنا النبيلة ومن لا يهمه سوى المناصب والأرباح المادية والسياسية... نحن أبناؤكم وبناتكم، فلا تخذلونا»
إقرأ أيضا : أزمة طلبة الطب: مُخرجات اجتماع حضره ميراوي وآيت الطالب بمجلس النواب
هذا النداء، جاء قبل ساعات من الموعد المرتقب للندوة الصحفية لتنسيقية نقابة أساتذة الطب والصيدلة وطب الأسنان المزمع عقدها يوم الجمعة 13 شتنبر بالرباط، لتسليط الضوء على موقفها مما يجري.
وكانت التنسيقية، وفقا للمصدر ذاته، قد عقدت اجتماعا، دام لثلاث ساعات، خُصّص لدراسة أزمة إضرابات كليات الطب والصيدلة، وقرّرت تشكيل لجنة تُمثّل جميع الكليات للتحضير لعقد ندوة صحفية بالرباط.
هذه الخطوة، جاءت بعدما وصلت الأزمة القائمة بين طلبة الطب ووزارة ميراوي إلى نفق مسدود، فبعد مضي 9 أشهر من اندلاعها، لم تنجح الوساطات البرلمانية ولا جلسات الحوار في حلحلة الوضع، وما زاده تعقيدا انطلاق الدخول الجامعي الجديد وسط ضبابية بشأن مصير الطلبة المقاطعين. هل هم راسبون؟ فإذا كانت الإجابة نعم، كيف ستدبر الكليات اكتظاظ المدرجات والمستشفيات في فترات التدريب؟ أسئلة تبقى الإجابة عنها غائبة وسط صمت الوزارة».
يذكر أن أزمة طلبة الطب ووزارة التعليم العالي اندلعت شرارتها الأولى بإعلان هذه الأخيرة (الوزارة) خطتها لإصلاح التكوين الطبي مع اعتماد هيكلة بيداغوجية جديدة، والتي تضمنت تقليص مدة التكوين من سبع إلى ست سنوات، وهو الأمر الذي رفضه الطلبة، مطالبين بإعفاء الدفعات الخمس الحالية من هذا القرار وتطبيقه على الطلبة الجدد فقط.
وكان عشرات طلبة الطب والصيدلة قد احتجّوا، السبت 7 شتنبر 2024، بجوار كلية الطب والصيدلة، وسط مدينة الدار البيضاء، وذلك بعد يومين من مقاطعتهم امتحانات استدراك الدورة الخريفية للموسم الجامعي 2023-2024.
كاميرا Le360، انتقلت إلى مكان تجمهر الطلبة المحتجين، الذين أكدوا استمرار الأزمة القائمة بينهم، من جهة، وبين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، من جهة ثانية.
وكان مجلس طلبة الطب بالدار البيضاء قد دعا إلى هذه الوقفة الاحتجاجاية، عبر منشور له، أورد من خلاله أنه «في خضم المسلسل النضالي الذي يخوضه طلبة الطب والصيدلة، حيث دخلنا في إضراب وطني مفتوح منذ 16 دجنبر 2023، والذي دام لـ9 أشهر، يُنظّم طلبة الطب والصيدلة وقفة احتجاجية، يوم السبت 07 شتنبر 2024، في الساعة الخامسة عصرا، أمام كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء».
وقُبيْل دقائق من موعد تنظيم هذه الوقفة، تقرّر نقل الاحتجاجات من أمام مقر كلية الطب والصيدلة، إلى جوارها، بمُحاذاة مقر رئاسة جامعة الحسن الثاني، بشارع طارق ابن زياد، وذلك «بعدما رفضت إدارة الكلية المعنية أن تُقام أي احتجاجات أمام مقرّها»، وفق ما جاء على لسان الطلبة الغاضبين.
طلبة الطب والصيدلة يحتجّون بالدار البيضاء. عبد الرحيم الطاهيري
وهكذا، عبّر طلبة الطب والصيدلة عن استيائهم من استمرار الأزمة، متخوّفين من السيناريوهات المُهدّدة بـ«ضياع» الموسم الجامعي، ومُردّدين شعارات من قبيل: «نُساق نحو سنة بيضاء.. ترى من المسؤول»، و«جودة التكوين الطبي وصحة المواطن المغربي وَجْهان لعملة واحدة»، و«جودة التكوين الطبي خط أحمر»...
وقال محمد أمين فتحي، المنسق الوطني للجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، في تصريح لـLe360، إن «القرارات، التي جرى الحديث عنها، المتعلقة بإلغاء العقوبات والأصفار في حق بعض مُمثّلي الطلبة، لا أثر لتطبيقها على أرض الواقع»، مضيفا أنه «لا يوجد أي جديد في ما يخص تقليص مُدّة التكوين من سبع إلى ست سنوات».
من جانبها، انتقدت نرجس الهلالي، طالبة بكلية الطب وعضو باللجنة الوطنية للطلبة، في تصريح مُماثِل، (انتقدت) «قرارات الإصلاح» الصادرة عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار» مُعتبرة أنها «تُعمّق من الأزمة الحاصلة بكليات الطب والصيدلة، بِحُكم أنها غير مُكتملة»، مُطالبة بـ«عدم التضحية بالدُّفُعات الخمس الحالية بإقحامها في النظام الجديد»، ومُتحدّثة عن مجموعة من نقاط الخلاف، بالتأكيد على أن «الامتحانات ليست مِحور الأزمة».
وفي ما يخص شُعبة الصيدلة، أكّد سعد النخوي، رئيس مكتب طلبة الصيدلة بالدار البيضاء والمسؤول عن الشعبة باللجنة الوطنية، (أكّد) أن «ما يُقارب 90 بالمائة من طلبة الصيدلة وافقوا على المقترح الحكومة، لكن تطبيق مضامين القرارات الرامية لإنهاء الأزمة لم يُرَ على أرض الواقع، سيما أنه لم يتم التوقيع على أي محضر اتفاق»، مُطالبا بـ«إيجاد حلول للأزمة التي استمرت لـ9 أشهر».
هذا، وكانت لجنة الحوار لفرق الأغلبية بمجلس النواب قد أعلنت، يوم الأحد 1 شتنبر 2024، «إلى عموم طلبة الطب والصيدلة أنه، تتويجا لمسار الوساطة والحوار مع وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، فقد تلقّت أجوبة الوزارة بهذا الشأن».
وسجلت اللجنة البرلمانية، وفقا لمصدر مطلع، أنها «ستحرص على متابعة التزامات الوزارة المصرح بها في اللقاء بمجلس النواب بتاريخ 10 يوليوز 2024، خاصة ما يتعلق برفع العقوبات الصادرة في حق الطلبة وممثيليهم، وإلغاء نقطة الصفر، إضافة إلى برمجة دورتين للأسدس الأول والأسدس الثاني، وكذا العمل على ضمان الوعاء الزمني للتكوين للأفواج 2019- 2024 بحسب الصيغ البيداغوجية المعمول والمتخذة من طرف اللجان المختصة».
ودعت اللجنة البرلمانية طلبة الطب والصيدلة، قبل أيام، إلى «التفاعل الإيجابي مع مقترح وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والثقة في المؤسسات»، مؤكدة أنها «ستواكب تنفيذ التزامات الوزارة ضمانا لمصالح الطلبة وبما يحقق المصلحة الفضلى للوطن».
وكانت مكونات الأغلبية قد وضعت مجموعة من المقترحات على طاولة وزير التعليم العالي لإنهاء الأزمة، من ضمنها الدعوة إلى تنظيم امتحانات تُشكّل، بالنسبة للطلبة الذين قاطعوا الموسم الماضي، فرصتين عن كل أسدس.
كما اقترحت أن يتم إلغاء التوقيفات والنقط الموجبة للرسوب، مقابل الإبقاء على القرار المتعلق بتقليص سنوات التكوين إلى 6 سنوات وفق الصيغة الأخيرة التي أقرتها الحكومة.
وهكذا، كان Le360 قد انتقل، يوم الخميس 5 شتنبر 2024، إلى كلية الطب والصيدلة بمدينة الدار البيضاء، ورصد أجواء اليوم الأول من الامتحانات، التي قاطعها، مرة أخرى، عدد كبير من الطلبة.
أجواء كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء في أول أيام امتحانات 5 شتنبر
وكان طلبة الطب والصيدلة قد واصلوا، الاثنين 22 يوليوز 2024، مقاطعتهم لامتحانات الدورة الربيعية. فبعدما قاطعوا اختبارات الدورة العادية، أجمع جُلّهم، لاحقا، على مقاطعة اختبارات الدورة الاستدراكية.
وانتقل Le360 إلى كلية الطب والصيدلية بمدينة الدار البيضاء، الاثنين 22 يوليوز 2024، واِلتقط مجموعة من الصور، التي أظهرت غياب الطلبة عن محيط الكلية وغياب أجواء الامتحانات بشكل عام.
أول أيام الدورة الاستدراكية.. نسبة المقاطعة والأجواء
يذكر أن عددا كبيرا من طلبة الطب والصيدلة، قد تخلفوا عن اجتياز امتحانات الأسدس الثاني للسنة الجامعية الحالية (الدورة العادية)، التي كانت وزارة التعليم العالي قد برمجتها لتنطلق ابتداءً من يوم الأربعاء 26 يونيو 2024.
وبِلُغة الأرقام، فقد تجاوزت نسبة مقاطة الامتحانات 90% وفق ما أكدته اللجنة الوطنية لطلبة الطب، طب الأسنان والصيدلة بالمغرب.
وقالت اللجنة إن هذه النسبة، التي بلغت 94% بجميع كليات الطب والصيدلة العمومية بالمغرب، صدرت بناء على نتائج الجموع العامة التقريرية والتصويت الوطني، كـ«تأييد للإرادة الطلابية القاضية بالاستمرار في المقاطعة، ردا على مجموع القرارات التعسفية التي لم يتم التراجع عنها ومواصلة الابتزاز عن طريقها».
مقاطعة شبه تامّة لامتحانات كلية الطب بالدار البيضاء
ديابو: هدوء «غير مسبوق» يُخيّم على محيط كلية الطب بطنجة في أول أيام الامتحانات
طلبة كلية الطب والصيدلة بوجدة يقاطعون امتحانات الدورة الربيعية
ديابو: ثاني أيام امتحانات الطب.. أجواء «استثانية» بكلية الدار البيضاء
كلية الطب بوجدة. le360