أزمة كليات الطب: مُدّة التكوين المُوافِقة لـ4790 ساعة والعقوبات والامتحانات.. ماذا «يُطبَخ» قبل 7 أسابيع عن «موعد إنهاء الأزمة»؟

كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء

في 13/10/2024 على الساعة 13:39

سبعة أسابيع فقط تفصلنا عن المدة التي حددتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار كآخر أجل لإنهاء اجتياز امتحانات كليات الطب التي تمت مقاطعتها منذ السنة الماضية لإنقاذ السنة الجامعية 2024/2023، في وقت لم يتوصل فيه الطرفان لاتفاق ينهي الأزمة القائمة منذ 10 أشهر.

في آخر عرض قدمته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار لإنقاذ السنة الجامعية في كليات الطب، في إطار وساطة مؤسسة وسيط المملكة، اقترحت برمجة جديدة للامتحانات، قالت إنه سيتم الإعلان عنها لاحقا «على أن تنتهي قبل فاتح شهر دجنبر المقبل»، أي قبل شهر من الموعد العادي لانطلاق امتحانات الموسم الجامعي الجديد المرتقبة في شهر يناير.

اليوم، وعلى بعد 7 أسابيع من التاريخ المحدد، ما زالت الأزمة قائمة ولم يتم التوقيع على محضر الاتفاق كما كان متوقعا، بعدما أعلنت اللجنة الوطنية لطلبة الطب رفض الطلبة لمقترح الوزارة بنسبة بلغت 81،4 في المائة.

ما الذي يمنع التوافق؟

استجاب المقترح الأخير لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، تقريبا، إلى كافة النقاط العالقة التي كان طلبة الطب يثيرونها في نقاشاتهم السابقة، خصوصا تلك المتعلقة بمدة التكوين وإلغاء نقطة الصفر وكذا إلغاء العقوبات في حق زملائهم وعودة مجالس الطلبة.

وتضمن مقترح محضر الاتفاق، تطبيق دفتر الضوابط البيداغوجية الجديد (4+2) على الدفعات الجديدة فقط، فيما تم الاتفاق على أن تخضع الدفعات الخمس الحالية لتكوين مدته ست سنوات (5+1) مع الحق في سنة من التداريب الاستشفائية التطوعية، أي أن الدبلوم سيبقى ست سنوات مع الزيادة في عدد الساعات في السنة السادس لتوافق بذلك 4790 ساعة.

وبخصوص الامتحانات التي تمت مقاطعتها، فقد تضمن مقترح الاتفاق برمجة دورة واحدة في كل فصل ستعلن عن برمجتها لاحقا على أن تنتهي قبل فاتح شهر دجنبر المقبل.

والتزمت الوزارة بإلغاء نقطة الصفر وتعويضها بالنقاط المحصل عليها في امتحانات الدورات الاستثنائية، بالنسبة للطلبة الذين سيجتازون هذه الامتحانات»، إصافة إلى «التداول في نتائج الامتحانات، من أجل التسجيل في السنوات الموالية، باعتبار النقاط المحصل عليها في الدورات العادية والاستثنائية، دون الأخذ بعين الاعتبار شرط استيفاء التداريب، حيث ستبرمج هذه الأخيرة لاحقا، مع التقيد بغلافها الزمني الكامل وشروط اجتيازها واستيفائها».

كما تضمن المقترح، كذلك، التراجع عن حل مكاتب ومجالس الطلبة، وكذا إحداث مرسوم جديد بخصوص مسالك الداخلية والإقامة، سيتم تطبيقه ابتداء من يناير 2025، علاوة على الرفع من التعويضات عن المهام.

مصدر من اللجنة الوطنية لطلبة الطب، طب الأسنان والصيدلة، كان قد قال في تصريح سابق لـLe360، أنه « مباشرة بعد توصلنا بالمقترح، طالبنا بتمديد أجل الوساطة التي حددتها الوزارة مع الأسف، وكأنها تحاول تسريع الوصول للسنة البيضاء، خاصة بعد برمجتها لدورة جديدة من الامتحانات وسط الوساطة مع مؤسسة الوسيط».

واستدرك: «طالبنا بمزيد من الوقت لتنظيم اجتماعات تقنية مع السادة العمداء ومسؤولين وزاريين على المستوى الوطني لرفع اللبس على العديد من النقاط الأكاديمية والتقنية بالمقترح».

وأردف المتحدث نفسه، قائلا: «تلقينا جوابا بالرفض من طرف الوزارة، حسب ما أبلغنا به السيد الوسيط، لطلبنا من أجل تنظيم جموع عامة وسط الكليات لحلحلة هذه الأزمة عبر النقاش البناء».

وتابع: اللجنة «تُثمّن موقف مؤسسة وسيط المملكة وتؤكد تشبثها بها كوساطة جادة ومسؤولة من شأنها الدفع بملف قابله التهميش كثيرا ليرى النور».

وأضاف: «كما نُحذّر من كل تدخل يرمي إلى نسف الجهود المشتركة والعودة بنا إلى نقطة الصفر من طرف أي جهة كانتّ».

ونفى المصدر ذاته «وجود أي توتر بيننا وبين السيد الوسيط، مؤكدا أن «كافة الاجتماعات مع السيد الوسيط شهدت مستوى عالي من النقاش المحترم».

ويتترقّب متابعون ما ستحمله الأيام والأسابيع المقبلة بخصوص هذه الأزمة التي عمّرت لأزيد من 10 أشهر، مُتسائلين عن «ما الذي يُطبَخ من لدن الطرفين المعنيين، وزارة التعليم العالي والطلبة».

هذا، وتأتي هذه المستجدات بعد سلسلة من الاحتجاجات والاعتصامات نظمها الطلبة في مختلف ربوع المملكة، آخرها ما سُمّي بـ«إنزال الرباط»، حيث احتج آلاف الطلبة قادمين من مدن مختلفة رفقة أولياء أمورهم أمام مقر البرلمان بالرباط، يوم السبت 5 أكتوبر 2024.

وكان ما يقارب 300 طالب طب قد نظموا، ليلة الأربعاء-الخميس 25 شتنبر 2024، اعتصاما احتجاجيا أمام كلية الطب والصيدلة بالرباط. وردّد المعتصمون شعارات مُنتقدة للحكومة، خاصة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، مُندّدين، بشكل خاص، بقرار تقليص مدة دراسة الطب من سبع إلى ست سنوات.

وكان الطلبة يعتزمون مواصلة هذا الاعتصام الليلي حتى الساعة 7:00 صباحا من يوم الخميس. وفي النهاية، لم يكن الأمر كذلك.

يذكر أن هذه الخطوة التصعيدية الجديدة التي اتخذها الطلبة للضغط على الوزارة للاستجابة لمطالبهم، قد انطلقت من مدينة وجدة، حيث اعتصم طلبة الطب والصيدلة بوجدة، أمام مقر الكلية، مساء الأربعاء 18 شتنبر 2024، لمدة 12 ساعة، وذلك احتجاجا على ما اعتبروه «الآذان الصماء لوزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي».

وقبلها، احتج عشرات طلبة الطب والصيدلة، السبت 7 شتنبر 2024، بجوار كلية الطب والصيدلة، وسط مدينة الدار البيضاء، وذلك بعد يومين من مقاطعتهم امتحانات استدراك الدورة الخريفية للموسم الجامعي 2023-2024.

تحرير من طرف حفيظ الصادق
في 13/10/2024 على الساعة 13:39