وسلطت الشبكة الضوء على معاناة ساكنة عدد من المناطق من انتشار العقارب السامة والزواحف كالثعابين والحشرات الضارة مع حلول فصل الصيف، في ظل صعوبة وصولهم للرعاية الطبية، وبطء التدخل للإنعاش الطبي للمصابين.
أزيد من 50 نوعا من العقارب بالمغرب
وقالت الشبكة في بلاغ لها، إن المغرب يحتوي على أكثر من 50 نوعا من العقارب، 22 منها خطيرة موزعة على جميع التراب الوطني». مشيرة إلى أن «هناك تعابين وعقارب وحشرات سمومها لا تمهل الضحية في الغالب إلا زمن يسير».
ولفتت إلى غياب الأمصال المضادة لسموم العقارب، ووحدات الإنعاش ببعض المراكز الاستشفائية، علاوة على غياب سيارات الإسعاف بالمناطق القروية البعيدة لنقل المصاب على وجه السرعة لأقرب مستشفى».
وشددت الشبكة، على أن هذه المشكلة « تتطلب أساسا إعادة انتاج الأمصال بمعهد باستور المغرب، وتعزيز مكانته كمؤسسة عمومية غير ربحية في إنتاج اللقاحات والأمصال وتطوير البحث العلمي».
25350 إصابة بالمغرب
قالت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، إن « حالات التعرض للسعات العقارب ولدغات الأفاعي، تزداد مع الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة في عدد من مناطق المغرب، ويزداد معها كابوس الخوف والقلق، وسط الأسر المغربية من خطر تعرض أطفالها أو أحد أفرادها لسموم هذه الزواحف القاتلة، التي تنتشر في المناطق الجبلية والرملية والصحراوية وفي الغابات وبجوار الأنهار».
وأشارت الشبكة إلى أن «عدد من الإصابات وقعت في جماعة أنيف بإقليم تنغير، وحاحا بالصويرة، وقلعة السراغنة، والرحامنة، وتزنيت، وسيدي إفني، وأقاليم الراشيدية، ورززات وزاكورة وتنغير، وكانت بعضها مميتة، نتيجة تأخر علاج المصابين خاصة في المناطق التي يكون فيها الوصول للرعاية الطبية محدودًا.
وحسب أرقام رسمية كشفها مركز الأمصال واللقاحات (معهد باستور المغرب)، في وقت سابق، فخلال فصل الصيف، ومع ارتفاع درجات الحرارة، تكثر لدغات العقارب والأفاعي القاتلة في العديد من مناطق المغرب، لا سيما في المجال القروي والمناطق النائية، مشيرا إلى أنه يتم تسجيل أزيد من 25000 إصابة بلسعات العقارب و حوالي 350 حالة لدغة بالأفاعي.
خطورة استعمال الطرق التقليدية للعلاج
وأمام هذا العجز والخصاص، يضيف المصد ذاته، وفي ظل غياب الأمصال أو بعد المستشفى، غالبا ما يلجأ دوي المصاب إلى استخدام الطب التقليدي والعلاج البدائي للمصاب بلدغة العقرب دون جدوى، حيث أن عدد كبير من المصابين خاصة الأطفال يفارقون الحياة».
وهي التدخلات التي نهى عنها مركز الأمصال و اللقاحات، مؤكدا أن استعمال الطرق التقليدية للعلاج كربط الطرف المصاب أو التشريط أو شفط أو مص أو كي مكان اللدغة واستعمال مواد كيماوية أو أعشاب، غالبا ما تنتج عنها مضاعفات خطيرة.
وفي حالة التعرض للإصابة، نصح المركز بضرورة التعجيل بنقل الشخص المصاب إلى أقرب مصلحة للمستعجلات الاستشفائية، مبرزا أن كل تأخير في تلقي العلاج تكون له نتائج سلبية وينقص من فعالية التدخل العلاجي.
دعوة للعودة إلى إنتاج الأمصال المحلية
شددت الشبكة، على أنه « ورغم المجهودات المحمودة التي يقوم بها المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، للوقاية وتخفيض نسبة الوفيات بتوفير الأدوية الأساسية والضرورية لإنعاش المصاب وتقديم العلاجات الأولية، فإنها تبقى غير كافية».
ودعت إلى «دعم وتأهيل معهد باستور كمؤسسة عمومية، ليلعب دوره كاملا في المنظومة الصحية الوطنية والسياسة الوبائية والبحث العلمي في ظل الإصلاح الشامل للمنظومة الصحية الوطنية وإعادة فتح مصلحة لإنتاج الأمصال المتخصصة عالية الكفاءة والفاعلية في معادلة سموم الثعابين والعقارب ووحدات إنتاج اللقاحات، ودعم البحث العلمي وتحسين الحياة المهنية والمعيشية للأطر والكفاءات العاملة بمعهد باستور المغرب وفق قانون أساسي خاص».
كما طالبت بـ »خلق آليات للتنسيق بين معهد باستور المغرب والمركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية في إطار الاستراتيجية الوطنية لمحاربة التسممات الناتجة عن لسعة العقارب والأفاعي والحشرات المضرة والتسممات الغذائية والدوائية والبيئية بإعداد فريق من الخبراء للبحث العلمي والتقييم والاستشارة وتيسير عملية استعمال التكنولوجيا الحديثة في المختبرات».
واقترحت الشبكة « تنظيم وتمويل برامج للتوعية والتربية الصحية سواء في المدارس أو عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة والتحسيس بخطورة الحيوانات السامة وطرق الوقاية منها وأساليب الإسعافات الأولية في حالة التعرض للسعات العقارب أو لدغات الأفاعي ومنها على الخصوص، اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتحصين المنازل من الحشرات والزواحف الضارة لانتشارها بكثافة، وترميم البيوت وسد الفتحات بها، واستعمال أدوات تنظيف معقمة ورش مواد سامة للتخلص من الحشرات الضارة بها».
يذكر أن مركز الأمصال واللقاحات (معهد باستور المغرب)، وقع يوم الأربعاء 26 يوليوز 2023 بالدار البيضاء، اتفاقية شراكة مع الجمعية المغربية لمهني محاربة الجرذان الحشرات و الزواحف (AM3D)، تهدف إلى توحيد جهود الطرفين من أجل دعم توعية المواطنين ومهني الصحة ضد مخاطر لسعات العقارب و لدغات الافاعي، وتعزيز نهج «النظافة ثلاثية الأبعاد» المتمثلة في: تعقيم، تطهير، ومحاربة الجرذان، الحشرات والزواحف.