وأوضحت مصادر Le360أن أعمال الشغب التي بدأت شرارتها مباشرة بعد نهاية المقابلة بملعب أدرار، أسفرت عن إيقاف المصالح الأمنية لأكادير لـ49 شخصا معظمهم قاصرون، وأن الخسائر لحقت عددا من السيارات الخاصة بسبب التراشق بالحجارة بين الجماهير التي كانت بمحيط الملعب.
وأضافت المصادر أن أعمال التخريب التي طالت سيارات المواطنين تورط فيها جمهور الفريقين معا، مشيرة إلى أن بعض الجماهير اقتحمت كذلك منصة الصحافة وتم التراشق فيها بقنينات الماء والمشروبات الغازية، ما أربك رجال الإعلام وحال دون تغطية سليمة للمباراة وللأحداث التي أعقبت اللقاء.
ورغم المجهودات الأمنية المبذولة واستنفار ولاية أمن أكادير لمختلف عناصرها لضمان مرور المباراة في أجواء تطبعها الروح الرياضية، إلا أن بعض المحسوبين على الفريقين تسببا في حالة من الهلع والخوف في صفوف الجماهير الأخرى التي كانت تبحث عن الفرجة وقضاء وقت ممتع، كما أن أعمال الشغب التي امتدت للطرقات القريبة من بعض الأحياء كالداخلة والقدس والسلام جعلت بعض السكان يعيشون الرعب لساعات.
الأمن يوقف المتورطين
أسفرت العمليات الأمنية التي باشرتها مصالح ولاية أمن أكادير على هامش مباراة كرة القدم التي جمعت، أمس الأحد 12 مارس الجاري، بين فريقي حسنية أكادير والرجاء البيضاوي، عن توقيف 49 شخصا، من ضمنهم 34 قاصرا، وذلك للاشتباه في تورطهم في أعمال الشغب الرياضي والتراشق بالحجارة المقرون بإلحاق خسائر مادية بممتلكات عامة وخاصة.
وأورد مصدر أمني لـLe360 أن هذه التدخلات الأمنية جاءت في أعقاب هذه المباراة التي شهدت بعض أعمال الشغب والتراشق بالحجارة بمحيط الملعب الكبير لأكادير، مسجلة خسائر مادية لحقت بسبع سيارات خاصة وكذا سيارتين تابعتين للأمن الوطني، علاوة على إصابة مجموعة من عناصر القوات العمومية بجروح تلقوا على إثرها العلاجات الضرورية بالمستشفى.
وقد تم إخضاع المشتبه فيهم الراشدين لتدابير الحراسة النظرية، بينما تم الاحتفاظ بالقاصرين تحت المراقبة رهن إشارة البحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك من أجل تحديد كافة الأفعال الإجرامية المنسوبة إليهم، فيما تتواصل إجراءات البحث لتشخيص هويات باقي المتورطين في أعمال الشغب التي ارتكبت عند نهاية هذه المباراة.
جماهير تقتحم منصة الصحافة
وقال محمد أيت المودن، إعلامي رياضي بجهة سوس ماسة، إن أعمال الشغب التي انطلقت قبل وأثناء وبعد مباراة الحسنية ضد الرجاء برسم البطولة الاحترافية إنوي، أصبحت مألوفة كلما التقى الناديين في أية مسابقة، مسجلا تنامي الظاهرة بشكل خطير خاصة بعد اقتحام بعض الجماهير لمنصة الصحافة وتعطيل عمل الاعلاميين قبل أن يمتد الشغب لباقي المدرجات وبجنبات المركب الرياضي.
الأسباب تتعدد
وأضاف المتحدث في تصريح لLe360 أن أسباب ظاهرة الشغب بالملاعب المغربية متعددة، منها التجييش الذي تقوم به بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة التي لها تأثير كبير على الجماهير والفئات العمرية التي لا يتجاوز عمرها 20 سنة، ما يتطلب تدخلا حازما للسلطات الأمنية لردع كل المتورطين سواء افتراضيا أو واقعيا لاجتثاث منابع هذه الإشكالية التي باتت تؤرق بال الجميع.
وأشار أيت المودن إلى أن محيط ملعب أدرار بأكادير بحد ذاته يشكل خطرا كبيرا على الجماهير بسبب عدم تهيئته، ما يساعد الجماهير على اقتراف أعمال شغب تستخدم فيها العصي والأحجار وغيرها من وسائل الترهيب ويصعب من مأمورية رجال الأمن لأداء مهاهم على أكمل وجه.
وأكد المتحدث ذاته أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وباقي الجهات الوصية على القطاع الرياضي مطالبة بإيجاد حلول ناجعة لهذه الظاهرة، لتفادي المزيد من الخسائر سواء كانت مادية أو بشرية.