«تسريبات البكالوريا».. مجموعات فيسبوكية تتحوّل إلى «مستنقعات» داعمة للغش

DR

في 09/06/2024 على الساعة 10:22

عاد جدل تسريب امتحانات البكالوريا إلى الواجهة من جديد، بعد تداول عدد من النشطاء داخل مجموعات على تطبيقي فيسبوك وواتساب، صورا لأوراق اختبارات أولى بكالوريا (الجهوي) لمادتي اللغة الفرنسية والتربية الإسلامية التي انطلقت يوم الأربعاء 5 يونيو 2024.

تسريب امتحانات البكالوريا، ليس بظاهرة جديدة، ولكنه أصبح أكثر شيوعا مع تطور التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي. إذ تعتبر هذه الأخيرة أملا لبعض التلاميذ الذين يسعون للحصول على نتائج عالية دون بذل الجهد اللازم.

محاربة الغش

قبل حوالي ثمان سنوات من اليوم، كان من الممكن أن تتسرب اختبارات البكالوريا ليلة الامتحان، أو في يوم الاختبار قبل فتح الأظرفة، لكن اليوم ومع الجهودات المضاعة التي تبذلها السلطات الأمنية ولجان اليقظة التابعة لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بات هذا الشيء شبه مستحيل، بحيث يكتفي التلميذ الراغب في «الغش» بتصوير ورقة الاختبار مباشرة بعد توزيعها وإرسالها إلى الشخص الذي اتفق معه على مساعدته أو نشرها داخل المجموعات المذكورة.

هذه الحالات، لا تعتبر تسريبا لأنها لم تخرج قبل موعد انطلاق الامتحان، لكنها تعتبر من أساليب الغش التي انتشرت مؤخرا، والتي تسعى السلطات إلى التصدي لها، سواء من خلال تكثيف الحملات الأمنية لرصد وضبط مروجي الأجهزة الإلكترونية التي تستعمل لأغراض الغش في الامتحانات المدرسية، أو تشديد المراقبة داخل قاعات الاختبارات.

أجهزة متطورة للغش

لم يعد الممتحنون الراغبون في الغش يلجأون إلى «تصغير» الدروس، بل أصبحوا يعتمدون أساليب وأجهزة إلكترونية متطورة.

وبمجرد النقر على زر البحث تظهر أمامك عشرات الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي لبيع أجهزة غش متطورة تختلف أشكالها وأسعارها لكن الغرض منها واحدا.

ووفق ما استقيناه من مصادر متطابقة، طلبت عدم الكشف عن هوياتها، فإن أجهزة «VIP» تُعدّ من أشهر أجهزة الغش التي تروج بالأسواق المغربية، ويبدأ سعرها من 300 درهم إلى 800 درهم حسب جودتها وسنة إصدارها، فمثلا آخر إصدار يزيد ثمنه عن إصدار 2019.

هذه الأجهزة، وحسب المصادر نفسها، يتم استيرادها من الخارج وتدخل إلى الأسواق المغربية بطرق غير مشروعة.

66 حالة غش في الاختبار الجهوي

كشفت المديرية العامة للأمن الوطني، بأن العمليات الأمنية التي باشرتها مصالحها لزجر مختلف مظاهر الغش خلال الامتحانات الجهوية الموحدة للباكالوريا برسم الموسم الدراسي 2023-2024، أسفرت عن ضبط 66 شخصا على الصعيد الوطني.

ومن بين الذين تم ضبطهم، أربع سيدات وستة قاصرين، يشتبه في تورطهم في ارتكاب أعمال ومخالفات مرتبطة بالغش في الامتحانات المدرسية والمشاركة فيها.

وأوضح البلاغ، أنه تم تنفيذ بعض هذه العمليات الأمنية بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، خلال الفترة الممتدة بين يومي 5 و 6 يونيو الجاري، حيث أسفرت عن ضبط المشتبه فيهم من أجل التلبس بحيازة وترويج أدوات ومعدات اتصال لاسلكية بغرض استعمالها في الغش في الامتحانات المدرسية، وكذا التورط في أفعال الغش وتسريب ونشر أسئلة الامتحانات الجهوية الموحدة على صفحات وشبكات التواصل الاجتماعي.

كما مكنت عمليات الضبط والتفتيش المنجزة في إطار هذه القضايا من حجز مجموعة من المعدات والتجهيزات الإلكترونية المستخدمة في تسهيل عمليات الغش، وهي عبارة عن 56 هاتفا محمولا و270 بطاقة اتصال لاسلكية من نوع «VIP» و3280 بطارية لتشغيلها، علاوة على 240 سماعة دقيقة وثلاثة أجهزة كمبيوتر و12 جهازا للربط بالإنترنت.

وخلص البلاغ إلى أن هذه العمليات الأمنية المكثفة تأتي في سياق حرص مصالح المديرية العامة للأمن الوطني على تنفيذ الضوابط القانونية والتنظيمية ذات الصلة بزجر الغش من جهة، والإسهام في توفير الظروف الملائمة لإجراء الامتحانات الجهوية والوطنية الموحدة للباكالوريا من جهة ثانية.

وكان شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، قد أكد مؤخرا في البرلمان، أن «الوزارة جندت كل الأطراف المعنية من أجل محاربة ظاهرة الغش في الامتحانات، عن طريق عمليات تحسيسية، بالتنسيق مع السلطات الإقليمية والأمنية وتعبئة شركاء المنظومة والأسر»، مشددا على أنه «يعطون أهمية خاصة لكي يحافظ امتحان الباكالوريا على مصداقيته على الصعيد الوطني والدولي».


تحرير من طرف فاطمة الزهراء العوني
في 09/06/2024 على الساعة 10:22