«الماتشا»... من مشروب ياباني تقليدي إلى تريند في المغرب والعالم

ففي المغرب، كما في مختلف دول العالم، تحولت الماتشا إلى موضة غذائية تلقى رواجا واسعا، لا سيما بين فئة الشباب. البعض يشربها لقيمتها الصحية العالية، وآخرون يقتنونها فقط لأنها « تريند » حتى وإن لم يستسيغوا مذاقها. ويكفي أن تشربها أمام عدسة الهاتف الذكي لتصنف ضمن المهتمين بالرفاه، الأناقة، والـ« لايف ستايل« .

لكن خلف هذا « التريند »، يقف تاريخ عريق وثقافة غذائية ضاربة في عمق التراث الياباني.

ما هي الماتشا؟

الماتشا هي نوع من الشاي الأخضر الياباني، يزرع ويحضر بطريقة خاصة. بخلاف الشاي العادي الذي ينقع أوراقه في الماء الساخن، تطحن أوراق الماتشا المجففة تحت أشعة الشمس إلى مسحوق ناعم، ثم يخفق هذا المسحوق مع الماء الساخن، ليتم شربه كاملا دون تصفية، ما يجعل الجسم يمتص العناصر الغذائية بشكل مركز أكثر من الشاي التقليدي.

فوائد صحية كثيرة لكن بشروط

تشير دراسات علمية متعددة إلى أن الماتشا غنية بمضادات الأكسدة، خاصة مركب « الكاتيشين » Catechins الذي يعتبر فعالا في محاربة الجذور الحرة. كما تحتوي على كمية معتدلة من الكافيين، إلى جانب الأحماض الأمينية، أبرزها « L-theanine » الذي يعزز التركيز والهدوء في آن واحد، ما يجعلها خيارا شائعا بين الطلاب والعاملين في المكاتب.

من بين فوائد الماتشا المحتملة: دعم التركيز واليقظة دون العصبية المصاحبة للقهوة، تعزيز عملية الأيض والمساعدة في حرق الدهون، تقوية الجهاز المناعي وتحسين المزاج ومحاربة التوتر.

إلا أن المختصين يحذرون من الإفراط في تناولها، خاصة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في المعدة أو ارتفاع ضغط الدم، بسبب تركيز الكافيين العالي مقارنة بالشاي الأخضر العادي.

كيف تحضر الماتشا بطريقة صحيحة؟

تحضير الماتشا له طقوس خاصة، ويفضل استعمال أدوات تقليدية لضمان النكهة الأصلية.

فما هي خطوات التحضير الأساسية؟

توضع نصف ملعقة صغيرة من مسحوق الماتشا (نحو 1 غرام) في وعاء خاص، ثم يضاف حوالي 70 مل من الماء الساخن (وليس المغلي، درجة الحرارة المثلى بين 70 و80 درجة مئوية).

تخفق الماتشا باستخدام « تشاسين » (مضرب خيزراني صغير) بحركة على شكل حرف W حتى تتكون رغوة خفيفة على السطح.

يمكن إضافة الحليب النباتي أو الحيواني لتحضير « لاتيه ماتشا »، الذي أصبح شائعا في المقاهي.

ورغم فوائدها المثبتة، يرى البعض أن الإقبال الكبير على الماتشا اليوم أصبح يرتبط أكثر بالصورة والانطباع الاجتماعي. فكما أصبحت القهوة المختصة رمزا للذوق الراقي، باتت الماتشا تشير إلى وعي صحي و« ستايل » حضري لدى من يستهلكها.