فاس تحت لهيب الحرارة.. موجة غير مسبوقة تربك الحركة السياحية وتدفع السكان نحو المساحات الخضراء

لهيب الحرارة يدفع السكان نحو المساحات الخضراء

في 01/07/2025 على الساعة 13:15

فيديوتشهد مدينة فاس، منذ أيام قليلة، موجة حر غير مسبوقة، فاقت درجاتها في بعض الفترات 45 درجة مئوية تحت الظل. هذا الارتفاع القياسي، الذي يُعزى إلى كتل هوائية ساخنة قادمة من الجنوب، أثّر بشكل واضح على الحياة اليومية للساكنة، وخلخل التوازن السياحي داخل المدينة العتيقة، التي تُعد من أبرز الوجهات التراثية في المغرب.

وقد بدت أزقة وأسواق المدينة القديمة، بداية الأسبوع الجاري، أكثر هدوءً خلال ساعات النهار، بعدما فضّل عدد من السياح والمواطنين تقليص تنقلاتهم أو تأجيلها إلى فترات المساء، تفاديا للتعرض لأشعة الشمس الحارقة داخل ممرات ضيقة تفتقر إلى التهوية والظل. وقد شهدت الجولات السياحية المنظمة تراجعا ملحوظا، ما أثار قلق عدد من التجار بشأن تأثير هذه الموجة على الموسم السياحي، الذي يُفترض أن يعرف ذروته خلال هذه الفترة من السنة.

وفي هذا السياق، أفاد مواطنون، في تصريحات متفرقة لـLe360، بأن وتيرة الحركة داخل المدينة تظل شبه محدودة خلال فترات النهار، كما لوحظ أن العديد منهم يتجولون وهم يحملون زجاجات الماء، في مشهد يعكس محاولات التأقلم مع موجة حر استثنائية، حتى بالنسبة لسكان فاس المعروفين بتعوّدهم على الأجواء الحارة صيفا، لكن ليس بهذه الحدة اللاهبة.

ويرى مهنيون في القطاع السياحي أن هذه الظواهر المناخية تفرض على المدن التراثية كفاس التفكير في حلول بنيوية لتكييف المجال الحضري مع الواقع المناخي الجديد، من خلال توسيع المساحات الخضراء، وتوفير مسارات مظللة، وتشجيع نمط السياحة المسائية، خاصة في الفضاءات التاريخية المفتوحة، لتوفير ظروف معيشية وصحية ملائمة للساكنة والزوار على حد سواء.

وبالموازاة مع ذلك، سُجل توجه لافت من طرف المواطنين نحو الفضاءات العمومية التي تتوفر على مساحات خضراء محدودة، مثل حديقة «أمريكا اللاتينية» وبعض المناطق الخضراء المحيطة بالمدينة، في محاولة للتخفيف من شدة الحرارة، حيث تشكّل هذه الفضاءات ملاذا مؤقتا للساكنة، خصوصاً العائلات، في ظل ضعف تجهيز المدينة بمرافق مؤهلة لمواجهة هذه الظروف المناخية القاسية.

وتأتي هذه التطورات في سياق تحذيرات أطلقتها مديرية الأرصاد الجوية من استمرار موجة الحر خلال الأيام المقبلة، داعية السكان إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة، خصوصاً كبار السن والأطفال، وتفادي التعرض المباشر للشمس خلال أوقات الذروة.

تحرير من طرف يسرى جوال
في 01/07/2025 على الساعة 13:15