وأوضحت مصادر Le360 أن السلطات المذكورة تمكنت من الوصول إلى عين المكان، بعد سير على الأقدام لنحو 7 كيلومترات، بسبب انهيار قناطر الطريق المؤدية إلى الدوار وتضرر الطرق بشكل كبير يستحيل معه استعمال السيارات.
تدخلات الوقاية المدنية والقوات المساعدة بإقليم طاطا. امحند أوبركة
وأضافت المصادر ذاتها أن المصالح تواصل عملية إزالة الأنقاض باستخدام كافة الوسائل اللوجستيكية المتاحة للوصول إلى جثامين أشخاص يحتمل، حسب السكان، أن يكون عددهم 14 فردا، اعتُبروا ضمن عِداد المفقودين، بعد مرور وادي تمنارت بالدوار على علو يفوق 20 مترا، مخلفا أيضا خسائر مادية فادحة، إذ انهارت منازل عن آخرها فيما تعرضت أخرى لهدم جزئي.
وأكدت مصادرنا أن ما يزيد الطينة بلة هي وعورة التضاريس وجرف السيول للمنازل إلى اختفت، ما يُصعّب عملية إيجاد الضحايا المفترضين، مشيرة إلى أن عملية البحث على طول الوادي مستمرة من طرف السلطات بغية إيجاد الضحايا الذين تقاطرت عائلاتهم من مدن عديدة لمعرفة مصيرهم ودفنهم مباشرة بعد العثور عليهم.
وفي إطار تسريع وتيرة انتشال ضحايا الفيضان، يقوم، حاليا، والي جهة سوس-ماسة بمعية عامل إقليم طاطا والقائد الجهوي للدرك الملكي والوقاية المدنية وشخصيات أخرى بزيارة تفقدية للدواوير المتضررة على غرار أوكرضا اسموكن وإگمير وسموكن وغيرها.
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت، مساء الأحد 8 شتنبر 2024، عن أن التساقطات المطرية الرعدية جد القوية التي عرفتها سبعة عشر عمالة وإقليم بالمملكة، أسفرت في حصيلة مؤقتة، عن تسجيل 11 وفاة بكل من أقاليم طاطا (سبعة أشخاص)، وتزنيت (شخصان) والرشيدية (شخصان أحدهما من جنسية أجنبية).
وأوضح الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، في تصريح للصحافة يوم الأحد بالرباط، أن هاته التساقطات أسفرت أيضا عن تسجيل تسعة أشخاص في عداد المفقودين بكل من أقاليم طاطا والراشيدية وتارودانت.
وأضاف أن هاته التساقطات المهمة المسجلة في اليومين الفارطين تمثل ما يناهز نصف مقدار التساقطات التي تعرفها المنطقة على مدار السنة. بل وتتجاوز أحيانا، ببعض المناطق، المقدار السنوي المعتاد، حيث سجلت 250 ملم بِطاطا، و203 ملم بتنغير، و114 ملم بفكيك، و82 ملم بورزازات.
أما في ما يتعلق بالخسائر المادية، فقد عرفت المناطق المتضررة، حسب الناطق الرسمي، تسجيل الحصيلة المؤقتة التالية:
- انهيار 40 مسكنا، منها 24 مسكنا عرف انهيارا كليا.
- انهيار كلي أو جزئي لأربع منشآت فنية متوسطة.
- تضرر 93 مقطعا طرقيا ما بين طرق وطنية وجهوية وإقليمية، وانقطاع حركة السير بها، حيث تمكنت السلطات العمومية لحد الساعة من إعادة حركة السير بـ53 مقطعا منها.
- إلحاق أضرار بشبكات التزود بالكهرباء والماء الصالح للشرب والشبكات الهاتفية.
وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة أن السلطات المحلية وكافة المتدخلين، من قوات مسلحة ملكية ودرك ملكي وأمن وطني وقوات مساعدة ووقاية مدنية وكذا الإدارات التقنية المعنية، عملت على الرفع من منسوب التعبئة منذ اللحظات الأولى وتجنيد كافة الموارد البشرية واللوجستيكية الضرورية من أجل التدخل الفوري لمواجهة هاته الوضعية الاستثنائية، وتقديم الدعم اللازم للساكنة.
وأبرز أن جهود جميع المتدخلين تستمر لحدود الساعة من أجل فك العزلة عن المناطق المتضررة وإعادة تشغيل شبكات الربط الطرقي وشبكات التزود بالكهرباء والماء الصالح للشرب وخدمات الاتصالات.
وأشار إلى أن الجهود المبذولة تندرج ضمن نسق شامل عماده المقاربة الاستباقية التي اعتمدتها السلطات العمومية من أجل مواجهة تداعيات هذه الوضعية الاستثنائية منذ 29 غشت 2024، عبر تفعيل عمل لجان اليقظة وتحسيس الساكنة المحلية وتعبئة كافة الوسائل الضرورية بالمناطق المحتمل تضررها.