مغاربة يُقبِلون على استهلاك أدوية مُضادة للزكام رغم التحذير من استعمالها بفرنسا

أدوية

في 13/12/2023 على الساعة 18:00, تحديث بتاريخ 13/12/2023 على الساعة 18:00

في المغرب، يزداد الطلب على الأدوية التي تحتوي على سودوإفيدرين، والتي تستخدم لتخفيف احتقان الأنف والتي تم التحذير من استعمالها في فرنسا، في الصيدليات خلال الفترة الشتائية. ومع ذلك، لتجنب المخاطر المحتملة، يفضل بعض المستهلكين الأدوية التي تحتوي على باراسيتامول وفيتامين سي.

في 22 أكتوبر الماضي، أصدرت الوكالة الوطنية الفرنسية للأدوية والمنتجات الصحية رأيا نصحت فيه المرضى بعدم تناول الأدوية المضادة للزكام، عن طريق الفم، والتي تحتوي على مادة سودوإفيدرين، المستخدمة لإزالة احتقان الأنف، لأنها يمكن أن تسبب أزمات قلبية وسكتات دماغية. وبعد شهرين تقريبا، ما هو الوضع في المغرب؟

للإجابة عن هذا السؤال، قام 360 بجولة في العديد من الصيدليات بالدار البيضاء. في كل مكان نجد الملاحظة نفسها: يزداد الطلب على هذه الأدوية من قبل المستهلكين خلال فصل الشتاء. يؤكد اثنان من أصحاب الصيدليات في منطقتي لاجيروند والصخور السوداء: «نبيع في المتوسط عشرين دواء يوميا، وخاصة المنتجات التي يتم تناولها عن طريق الفم».

موانع الاستعمال لدى المرضى المعرضين للخطر

تقول بائعة في صيدلية بشارع عبد المومن: «يأتي ما بين 15 إلى 20 زبونا يوميا لشراء هذه الأدوية. إفيدريل، أحد الأدوية الخمسة المعتمدة على مادة سودوإفيدرين، والذي يباع في المغرب (إلى جانب دوليريم، وهومكس ريم، وروماغريب، وريميكس)، كان غير متوفر في هذه الصيدلية عندما قمنا بجولتنا قبل بضعة أيام».

بخلاف الوكالة الوطنية الفرنسية للأدوية والمنتجات الصحية، أوصت لجنة تقييم المخاطر في مجال اليقظة الدوائية التابعة لوكالة الأدوية الأوروبية، في رأي نُشر في فاتح دجنبر 2023، بعدم استخدام بعض المرضى لهذه الأدوية لتقليل مخاطر حدوث مضاعفات خطيرة. وأكدت اللجنة قائلة: «ينبغي ألا يتم استخدام الأدوية التي تحتوي على سودوإفيدرين من قبل المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الشديد أو غير المراقب (غير المعالج أو المقاوم للعلاج)، أو الفشل الكلوي الحاد (المفاجئ) أو المزمن (طويل الأمد)».

وحثت اللجنة مهنيي الصحة على نصح المرضى بالتوقف عن الاستخدام فورا وطلب العلاج «إذا ظهرت عليهم أعراض مثل الصداع الشديد المفاجئ والغثيان والقيء والارتباك والنوبات والاضطرابات البصرية». وهو الموقف الذي أيده أيضا صيدلي في منطقة بِلفيدير. وقال «قبل بيع هذه الأدوية، أسأل الزبون أولا عما إذا كان لديه أي عوامل خطر. إذا كان بصحة جيدة، فلا أرى أي ضرر في إعطائه له».

ولكن بالنسبة للوكالة الوطنية الفرنسية للأدوية، فإن الحجج التي ساقتها لجنة تقييم المخاطر في مجال اليقظة الدوائية غير كافية. «إذا كانت لجنة تقييم المخاطر في مجال اليقظة الدوائية قد اقترحت تدابير للحد من المخاطر (...) مع إضافة موانع الاستعمال والتحذيرات على وجه الخصوص، فإنها لا تأخذ بعين الاعتبار بما فيه الكفاية خطورة الآثار الضارة التي قد يتعرض لها المرضى دون داع لتخفيف أعراض بسيطة قد تعالج ببدائل آمنة»، بحسب ما أوضحته الوكالة في بيان نُشر في فاتح دجنبر على موقعها.

انعدام الثقة لدى بعض المستهلكين بالمغرب

وفي المغرب، لم تصدر وزارة الصحة حتى الآن أي بلاغ رسمي حول هذا الموضوع. بالنسبة لسعد فؤاد، المكلف بالتواصل داخل كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب، فإن هذا الصمت مفهوم إلى حد ما. وأكد في تصريح لـLe360 قائلا: «أرسلت وزارة الصحة دورية إلى مهنيي الصحة منذ ثلاث أو أربع سنوات، بعد تنبيه الوكالة الفرنسية حول مخاطر هذه الأدوية على مرضى ارتفاع ضغط الدم أو أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة، خلال أزمة كوفيد-19، تدعوهم إلى اتخاذ المزيد من الاحتياطات في تقديم هذه الأدوية».

وأضاف: «منذ ذلك الحين، يتعين على الصيادلة أن يسألوا المرضى عن موانع الاستعمال المحتملة قبل بيعهم هذه الأدوية التي تحتوي على مضيقات الأوعية». ووفق مصدرنا، فإنه «لم يتم حتى الآن تسجيل أي حالة إصابة بالسكتة الدماغية بسبب الأدوية المعنية» في المملكة.

وعلى غرار زملائه، يلاحظ سعد فؤاد أيضا وجود طلب قوي على هذه الأدوية في المغرب، ولكن مع وجود عدم الثقة لدى بعض المستهلكين. «تُستهلك هذه الأدوية على نطاق واسع في الصيدليات، لكن المرضى يدركون المخاطر ويطرحون الأسئلة. ويفضل العديد منهم بشكل متزايد شراء الأدوية التي تحتوي على باراسيتامول وفيتامين سي بدلا من الأدوية المضيقة للأوعية، باستثناء أولئك الذين اعتادوا عليها ويتمتعون بصحة جيدة».

واتخذ صيدلي في المحمدية إجراءً جذريا، حيث قرر إزالة جميع المنتجات المعنية من رفوف صيدليته. وعلل قراره قائلا: «لم أعد أبيع الأدوية التي تحتوي على سودوإفيدرين. أفضل إعطاء المرضى منتجات لا تحتوي على هذه المادة لتجنب المخاطر التي ذكرتها الوكالة الوطنية الفرنسية للأدوية، خاصة وأن هناك بدائل لعلاج نزلات الزكام».

تحرير من طرف إيليمان سِمبين
في 13/12/2023 على الساعة 18:00, تحديث بتاريخ 13/12/2023 على الساعة 18:00