يبدوا أن حملات تحرير الملك العمومي التي شنتها السلطات المحلية بمنطقة درب السلطان، والقريعة منذ أيام، لم تتمكن من القضاء على ظاهرة انتشار الباعة المتجولين. فوفق ما وثقته كاميرا Le360 أول أمس الخميس 30 نونبر2023، فخلال فترة الصباح، حوالي الساعة الحادية عشر والنصف وإلى حدود منتصف النهار، يلفت انتباهك غياب أجواء « الحفاري » أو « كراج علال » المعتادة، من « فراشة » وعربات مدفوعة وكذا الباعة المتجوليين، والازدحام والاختناق المروري، سواء بشارع محمد السادس، أو بالشوارع والأزقة المعروفة كزنقة الشمال. خلافا للفترة المسائية.
فوفق ما عايناه حوالي الساعة الخامسة والنصف، من اليوم نفسه، وفي نفس الشوارع والأزقة، عاد الباعة المتجولون ليعرضو بضاعتهم على جنبات الطريق، فوق وتحت الرصيف، واستأنف أرباب المحلات احتلالهم للرصيف بوضع سلعهم هنا وهناك.
وحسب ما استقيناه من مصادر من عين المكان، فهؤلاء الباعة باتوا يتجنبون الفترة الصباحية التي كانت تعرف عادة بالازدحام واختناق الطرق، لتفادي حجز بضاعتهم من قبل السلطات المحلية المنتشرة بكل مكان، ليعودو بعد منتصف النهار، حتى في الأيام المعروفة برواج السوق كالأربعاء والسبت.
يقول أحد سكان زنقة الشمال رفض التحدث أمام الكاميرا: « منذ سنوات طويلة وأنا أتذكر أن هذه الحملات موجودة، أحيانا تكون مكثفة لكنها لم تتمكن من القضاء على الفراشة لأنه وببساطة هؤلاء الأشخاص ليس لهم بديل ».
وتابع: « هنا مصدر رزق آلاف العائلات، بصراحة بعض الأشخاص يبالغون في نشر سلعهم وسط الشارع ما يخلف حالة من الفوضى والاختناق المروري، لكن الحل ليس حجز سلعهم أو إجبارهم على مغارة هذا المكان أو ذاك لأنهم يختفون لفترة ثم يعودون، يجب على السلطات التفكير في حلول جذرية وليست ترقيعية مثلا تحديد بعض الأزقة فقط المسموح فيها « الفراشة » أو إنشاء أسواق نموذجية بالمنطقة وإدماج هؤلاء الباعة، في هذه الحالة من لم يلتزم يحق للسلطات اتخاذ قرارها وتطبيق القانون ».
وبخصوص مصير هؤلاء الباعة المتجولين والحلول التي يقترحها مسؤولو الدار البيضاء لإدماجهم وللقضاء على هذه الظاهرة، حاولنا التواصل مع عدد من أعضاء مجلس المدينة، لكن لم نتمكن من الحصول على أي إجابة.