وقالت مليكة، إحدى المستفيدات من المخيم الصيفي والذي امتد في مرحلته الرابعة من 21 غشت 2024 إلى 30 منه، إنها قدمت من جماعة سبت تفراوتن بإقليم تارودانت إحدى المناطق التي تضررت من الزلزال لا من حيث الخسائر البشرية ولا المادية، وكانت جد حزينة على فراق أبناء المنطقة قبل أن تتاح لها فرصة التخييم بعاصمة سوس حيث لقيت العناية اللازمة والاهتمام المتواصل.
وأضافت المتحدثة في تصريح لـLe360، أن المخيم خفف من التداعيات النفسية للزلزال على الأطفال وأعاد لهم البسمة من خلال برمجته لعدد من الأنشطة المفيدة ومواكبته النفسية لضحايا الكارثة، من قبيل تقوية قدراتهم ومهاراتهم في مجال تصميم الألعاب الإلكترونية وبرامج في التطوع والسياحة الثقافية، فضلا عن زيارة مجموعة من الأماكن المشهورة بالمنطقة على غرار حديقة التماسيح وقصبة أكادير أوفلا وركوب تيليفريك ومنتزهات حديثة بوسط المدينة.
بدوره عبد الصمد القادم من جماعة أكادير ملول، أثنى على دور المخيم في تغيير نفسية المتضررين من الزلزال من الأزمة نحو أفق التفاؤل وأن ما وقع كارثة طبيعية لا يلزم أن تتوقف الحياة بسبب ما خلفته، معربا عن سعادته في تصريح لـLe360، وهو يشارك في هذه الأنشطة المنظمة في إطار المخيم، معتبرا إياها فرصة لا تعوض لتنمية المدارك والاحتكاك مع الآخرين في جو أخوي وتنافسي وخلق صداقات جديدة من شأنها المساهمة في تكوين شخصية قوية لأي طفل يملك طموحا كبيرا لتحقيق الأفضل مستقبلا.
وأوضح هشام زلواش، المدير الجهوي لقطاع الشباب بجهة سوس ماسة، أن البرنامج الوطني للتخييم لهذه السنة في فترته الصيفية أنهى مراحله الخمس وعرف استفادة أكثر من 136 من الجمعيات المحلية وفروع الجمعيات الوطنية من جهة سوس ماسة وأكثر من 4997 مستفيد ومستفيدة من طفولة وشباب الجهة و4495 من فضاءات التخييم بالجهة و1065 من أنشطة القرب و370 من أطفال المناطق المتضررة من زلزال الأطلس الكبير بجهة سوس ماسة.
وأضاف المسؤول نفسه في تصريح لـLe360، أن الجميع عاش لحظات لا تُنسى ومراحل تخييمية ستظل راسخة في الذاكرة واكتسبوا قيما وممارسات ستكون لها بصمة إيجابية في مساراتهم الشخصية وفي بناء شخصيتهم، مشيرا إلى أن المخيم ضم كل من البرنامج الوطني للتطوع، برامج السياحة الثقافية للشباب، برنامج تقوية قدرات الفتيات في مجال تصميم الألعاب الإلكترونية.
وتوزعت هذه البرامج، يقول زلواش، على مختلف أقاليم وعمالات الجهة لا من حيث التنظيم والاستقبال ولا من حيث المشاركة، كما عاش شباب وأطفال الجهة لحظات لا تنسى خلال صيف 2024، يشير المصدر ذاته، ولعل أقواها زيارة رئيس الحكومة ووزير الشباب والثقافة والتواصل ووالي جهة سوس ماسة للمشاركين في البرنامج الوطني للتطوع، علاوة على زيارة عامل إقليم تيزنيت للمركز الوطني للتخييم بأكلو وتنظيم كرنفال أطفال مخيمات أكادير بشاطئ المدينة تخليدا للأعياد الوطنية عيد العرش، عيد الشباب، ذكرى ثورة الملك والشعب.
ونوه زلواش بأدوار كل المتدخلين من وزارة ومؤسسات عمومية وخاصة وجمعيات وفعاليات مدينة أكادير ومختلف الشركاء الذين ساهموا في إنجاح مخيم هذه السنة الذي كان له طابع خاص باستقدام أطفال قرى تارودانت التي تعرضت لزلزال 8 شتنبر والذي خلف قتلى وجرحى وأزم الوضعية النفسية لآلاف الأسر بهذه المداشر.