ويفرض هذا الصرح متعدد الاستخدامات، الذي يبلغ ارتفاعه 250 مترا وتتولى تنفيذه شركة «أو تاور» (O Tower)، ومن المقرر أن يستضيف فندق «والدورف أستوريا» على وجه الخصوص، نفسه كمعلم معماري وعقاري رئيسي جديد في المملكة.
يشهد برج محمد السادس في الرباط وسلا، المطل على وادي أبي رقراق، دخول أعماله المرحلة النهائية، مع الانتهاء التدريجي من منصته ومرافقه الخارجية. ويجري وضع اللمسات الأخيرة على رصيف منسق على ضفة النهر، بينما يحدد باب مدخل ضخم الآن الهيكل الأساسي للوصول الرئيسي إلى المجمع.
صُمم المدخل الرئيسي بلمسة معاصرة تماماً ولكنه متجذر في الذخيرة المعمارية المغربية، حيث يستوحي تفاصيل الأقواس التقليدية والجدران والأسقف المزخرفة بالجبس بدقة.
وتفتح هذه البوابة الأثرية الكبرى على مساحة واسعة منسقة ورصيف عريض ينشغل فيه العمال بالانتهاء من اللمسات الأخيرة. وبالقرب من الجسر الذي يربط الرباط بسلا، خصص المشرفون على المشروع أيضاً حديقتين كبيرتين متقابلتين، تشكلان ساحة حضرية حقيقية على جانبي البرج.
وهكذا، تستفيد ضفاف أبي رقراق من معالجة جمالية دقيقة: حيث تضيف حديقتان لمسة خضراء إلى محيط الصرح، مع مساحات عشبية ومزروعات ومدرجات رخامية.
وفي المساء، يتم إبراز هذه المساحات بنظام إضاءة معماري معاصر، يشدد على خطوط البرج وجودة التجهيزات الخارجية. وقد شارفت أعمال تجميل المحيط، مثل أعمال التشطيب النهائية التي تجرى في الداخل والخارج، على نهايتها، كما يتضح من بدء تشغيل الإضاءة بشكل تدريجي.
بارتفاع يصل إلى 250 مترا، يفرض برج محمد السادس، الذي يتكون من 55 طابقا ويظهر على بعد نحو 50 كيلومترا، نفسه كمعلم رئيسي جديد في أفق الرباط وسلا. تطلب هذا الإنجاز الرمزي، ذو الأهمية الاستراتيجية الخاصة نظراً لموقعه في قلب وادي أبي رقراق، استثماراً أولياً يُقدر بنحو 3.5 مليار درهم على الأقل.
تتولى تنفيذ المشروع شركة «أو تاور»، وهي المشرفة الرئيسية التي تضم بنك أفريقيا، وشركة «آر إم إيه» (RMA)، والشركة القابضة «فاينانس كوم» كأبرز المساهمين. وقد تم إبرام اتفاقية لإدارة الفنادق مع مجموعة «هيلتون» لتشغيل فندق «والدورف أستوريا» داخل البرج. ومن المقرر أن يفتتح «والدورف أستوريا» الرباط وسلا أبوابه قريبا، ليحتل موقعا في قلب الصرح ويعزز مكانة المشروع الفاخرة.
صُمم البرج كمجمع متعدد الاستخدامات، حيث سيضم مكاتب وشقق سكنية ومطاعم ومساحات تجارية، بالإضافة إلى نقطة مشاهدة بانورامية في الطابق الأخير، تقدم إطلالة خلابة على أبي رقراق، والرباط، وسلا، ومحيطها الحضري والمنسق.
