ووسط مشاهد الدمار والخراب التي خيمت على منطقة المسيرة، تحول مكان الحادث إلى نقطة تجمع لسكان الحي الذين لم يغادروا الموقع، وهم يحملون مشاعر الألم والقلق على مصير جيرانهم.
شهادات صادمة تكشف عن «الوضع المقلق»
عبر عدد من سكان المنطقة، في تصريحات لـLe360، عن صدمتهم العميقة إزاء الفاجعة، مؤكدين أن الانهيار كشف عن هشاشة العديد من البنايات المجاورة التي تعاني وضعية مقلقة منذ سنوات.
وفي سياق رواية تفاصيل الكارثة، أوضح بعض المتحدثين أنهم كانوا يسمعون «أصوات التشققات» داخل منازلهم بين الفينة والأخرى. وأشار آخرون إلى أنهم تقدموا في وقت سابق بشكايات للجهات المختصة مطالبين بالتدخل وإجراء خبرات هندسية على المنازل المهددة.
لكن الصدى الذي وجدته شكاياتهم لم يكن بمستوى التهديد الذي كان يتربص بهم. وبتعبير أحد السكان، كانت الاستجابة «دون مستوى الخطر الحقيقي»، وهو ما زاد من مخاوفهم إزاء تكرار سيناريو الانهيار.
مطالب عاجلة لإعادة تقييم الوضع
أكد السكان أن هذه الفاجعة فتحت الباب أمام أسئلة ملحة حول المراقبة التقنية وجودة الأساسات في عدد من المباني القديمة والهشة.
وشددوا على ضرورة تحرك السلطات لإعادة تقييم وضعية البنايات في الحي، وتوفير حلول عاجلة للأسر التي تقطن في مساكن مهددة، تفادياً لتكرار مثل هذه المآسي التي تزرع حالة خوف مستمر في نفوس القاطنين.
شهود يروون تفاصيل فاجعة فاس.. صدمة ورائحة الموت تتسلل من تحت الركام
يشار إلى أن السلطات المحلية والأمنية تواصل مراقبة الوضع عن قرب، وتعمل على اتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة وتأمين محيط البنايات المجاورة، في انتظار نتائج التحقيقات التقنية والإدارية التي ستكشف أسباب الانهيار وتحدد سبل تفادي تكراره مستقبلا.











