ترقب وانتظار يسودان الأوساط الأكاديمية في المغرب، فقُبيْل أسبوعين من انطلاق الموسم الجامعي الجديد، ما زال طلبة الطب والصيدلة يترقبون مصيرهم وسط صمت الوزارة الوصية، ولحدود الساعة لم تعلن هذه الأخيرة رسوب الطلبة المقاطعين أو عن حل لإنقاذ الموسم الجامعي.
وأكد مصدر من اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة بالمغرب، في تصريح لـLe360، أن سيناريو السنة البيضاء ما زال واردا أمام صمت الوزارة، مشيرا إلى أنهم ينتظرون أواخر شهر غشت الجاري للحسم في ما إذا كانت الوزارة ستتدخل لإنقاذ الموسم الجامعي أم ستجازف برسوب ما يقارب 15 ألف طالب بمختلف ربوع المملكة».
وأوضح مصدرنا أن «الطلبة متشبثون بمطالبهم، وفي حال إعلان سنة بيضاء هناك احتمال كبير أن يستمروا في الاحتجاج خلال الدخول الجامعي المقبل».
أزمة كليات الطب.. طلبة يحتجّون بمراكش ويُلوّحون بتهديد «سنة بيضاء»
السبيل لحل هذه الأزمة، يؤكد مصدرنا، هو «قبول المطلب الرئيسي للطلبة المتمثل في إعفاء الدفعات الخمس الحالية من قرار تقليص سنوات الدراسة و الاكتفاء بتطبيقه بداية من العام المقبل بعد هيكلة النظام الجديد 4+2، إضافة إلى إلغاء التوقيفات في حق ممثلي الطلبة وإلغاء نقطة الصفر وضمان اجتياز الامتحانات بكلا الدورتين العادية والاستدراكية في كلا الفصلين إلى جانب التوقيع على محضر اتفاق يتضمن جميع مطالبهم».
«ما زال بإمكان الوزارة إنقاذ الموسم الجامعي، ببرمجة الامتحانات خلال شهري شتنبر وأكتوبر القادمين وإلا ستكون هناك تداعيات كارثية خلال الموسم الجامعي المقبل، بداية بالاكتظاظ الذي ستعرفه مدرجات السنة الأولى، ثم صعوبة برمجة التداريب الاستشفائية لهذا الكم من الطلبة...»، يردف المصدر ذاته.
فشل الوساطة البرلمانية
حتى الوساطة البرلمانية التي قادها رؤساء فرق بمجلس النواب وبرلمانيون عن الأغلبية والمعارضة لم تتمكن من إيجاد حل لملف الطلبة الأطباء في تقريب وجهات النظر وإنهاء التصعيد بين الوزارة الوصية وأطباء الغد.
فحسب ما أكده رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، رشيد حموني، في تصريح سابق لـLe360، فإن الوساطة «لم تتمكن من تقريب وجهات النظر بين الطلبة الأطباء ووزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، إذ أن الطرفين يتشبثان بمواقفهما بخصوص الملف ولم يعبر أي طرف عن استعداده لتقديم تنازلات لرأب الصدع».
«الوساطة البرلمانية، للأسف، توقفت ووصلنا إلى باب مسدود بعد النقاشات والاجتماعات التي قادها رؤساء فرق الأغلبية والمعارضة وخلصنا إلى أن الطرفين متشبثان بموقفيْهما بخصوص النقط الخلافية التي تهم مطلب الطلبة بإجراء دورتين عاديتين ودورتين استدراكيتين، تشكلان فرصتين في كل أسدس، وتعديل المقترح الحكومي بخصوص سنوات التكوين»، يقول حموني.
وعود الوزير «غير كافية»؟
وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، في آخر تصريح له حول الموضوع، قال إن الحكومة «استجابت لمطالب طلبة كليات الطب والصيدلة وبددت كل مخاوفهم المتعلقة بالدراسة والتدريب».
وفي تصريح هاتفي لـLe360، قال الوزير: «أدعو الطلبة إلى إنقاذ العام من خلال استكمال الدورات الاستدراكية المقررة يومي 22 يوليوز وأيضا في شتنبر»، «دعونا ننقذ العام أولاً، ثم سننظر في مسألة إلغاء الإجراءات التأديبية».
وعود الوزير «لم تكن كافية» بالنسبة للطلبة الذين قرروا مقاطعة الدورة الاستدراكية، بعد مقاطعة شبه كلية للدورة العادية. فوفق تعبيرهم «لا تراجع عن موقفهم دون الوقيع على محضر اتفاق يتضمن جميع مطالبهم».
يذكر أن عددا كبيرا من طلبة الطب والصيدلة، قد تخلفوا عن اجتياز امتحانات الأسدس الثاني للسنة الجامعية الحالية (الدورة العادية)، التي كانت وزارة التعليم العالي قد برمجتها لتنطلق ابتداءً من يوم الأربعاء 26 يونيو 2024.
وبِلُغة الأرقام، فقد تجاوزت نسبة مقاطة الامتحانات 90% وفق ما أكدته اللجنة الوطنية لطلبة الطب، طب الأسنان والصيدلة بالمغرب.
ووفق ما وثقته كاميرا Le360 بعدد من كليات الطب، بمختلف ربوع المملكة، خلال الدورتين العادية والاستدراكية، فقد كان هناك غياب تام للطلبة عن محيط الكلية وغياب أجواء الامتحانات بشكل عام.
مقاطعة شبه تامّة لامتحانات كلية الطب بالدار البيضاء
ديابو: هدوء «غير مسبوق» يُخيّم على محيط كلية الطب بطنجة في أول أيام الامتحانات
طلبة كلية الطب والصيدلة بوجدة يقاطعون امتحانات الدورة الربيعية
ديابو: ثاني أيام امتحانات الطب.. أجواء «استثانية» بكلية الدار البيضاء
كلية الطب بوجدة. le360