وهكذا، تستمر الأزمة القائمة بين طلبة الطب والصيدلة بالمغرب من جهة، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار من جهة ثانية، وذلك قبل ما يقارب 15 يوما من موعد انطلاق الموسم الجامعي الجديد، وسط توقعيْن من لدن المتابعين للملف، أولهما: «رسوب الطلبة المقاطعين للامتحانات»، وثانيهما: «إجراء دورتيْن عاديتين ودورتين استدراكيتين، شهريْ شتنبر وأكتوبر المقبلين، لإنقاذ الموسم الجامعي».
وحاول Le360، الثلاثاء 13 غشت 2024، الاتصال بمسؤولي التواصل التابعين لوزارة التعليم العالي، إلا أننا لم نحظَ بأي تصريح، لتستمر الأجواء الضبابية المُخيّمة على ملف طلبة الطب والصيدلة.
من جهة أخرى، فإن وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي، ووزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت الطالب، المعنييْن بالملف، يقضيان، عطلتيْهما الصيفية، الممتدة لأسبوعين، وفقا لما أفادت به مصادر متطابقة، ما يستبعد احتمالية إصدار قرار حاسم خلال الأيام القليلة القادمة.
وقال مصدر من اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة بالمغرب، في تصريح لـLe360، صباح الاثنين 5 غشت 2024، إن «اللجنة ما زالت تنتظر اتصالات الوزارة المعنية من أجل الجلوس على طاولة الحوار»، مؤكدا أن «مطالب الطلبة ثابتة في مكانها».
وأضاف المصدر ذاته أن «اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة بالمغرب تنتظر استجابة الوزارة لكافة مطالبنا، ثم ننتقل إلى إجراء دورتيْن عاديتين ودورتين استدراكيتين، تُشكّلان فرصتين في كل أسدس، من أجل إنقاذ الموسم الجامعي 2023-2024».
وكان المتحدث ذاته قد شدّد، في تصريح سابق قبل أيام، على أنه «في حال استجابة وزارة التعليم العالي لمطالبنا الكاملة، سيكون بالإمكان اجتياز الامتحانات في شهريْ شتنبر وأكتوبر القادمين».
وأردف أن «غالبية الطلبة قد فقدوا الأمل في إمكانية التوصل إلى حل مع وزارة التعليم خلال الظرفية الراهنة، إلا أنهم، في الوقت نفسه، يواصلون استعداداتهم للامتحانات، حتى يكونوا جاهزين في حال تم الإعلان عن انفراج الأزمة».
وتابع المتحدث أن «المسؤولين الوزاريين، خاصة التابعين لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، منشغلون، حاليا، بما يعيشه قطاع الصحة من احتقان، سيما في ظل ارتفاع درجات الحرارة ووقوع حالات استنفار بعدد من المستشفيات، لذلك فإن ملف أزمة كليات الطب ليس على رأس أولويات انشغالاتهم».
وكان طلبة الطب والصيدلة قد واصلوا، الاثنين 22 يوليوز 2024، مقاطعتهم لامتحانات الدورة الربيعية. فبعدما قاطعوا، الشهر الماضي، اختبارات الدورة العادية، أجمع جُلّهم، لاحقا، على مقاطعة اختبارات الدورة الاستدراكية.
وحسب ما أفاد به أحد أعضاء اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلية، في تصريح هاتفي سابق لـLe360، فقد بلغت مقاطعة امتحانات الدورة الاستدراكية، في يومها الأول، نسبة 97 بالمائة.
وأضاف المتحدث ذاته أن «طلبة السنوات: الأولى والثانية والثالثة والخامسة، كان من المفترض أن يجتازوا امتحانات الدورة الاستدراكية ابتداءً من الاثنين 22 يوليوز 2024، إلا أن انخراط غالبيتهم في مقاطعة هذه الامتحانات جعلهم يتغيّبون عن الحضور».
وانتقل Le360 إلى كلية الطب والصيدلية بمدينة الدار البيضاء، الاثنين 22 يوليوز 2024، واِلتقط مجموعة من الصور، التي أظهرت غياب الطلبة عن محيط الكلية وغياب أجواء الامتحانات بشكل عام.
أول أيام الدورة الاستدراكية.. نسبة المقاطعة والأجواء
يذكر أن عددا كبيرا من طلبة الطب والصيدلة، قد تخلفوا عن اجتياز امتحانات الأسدس الثاني للسنة الجامعية الحالية (الدورة العادية)، التي كانت وزارة التعليم العالي قد برمجتها لتنطلق ابتداءً من يوم الأربعاء 26 يونيو 2024.
وبِلُغة الأرقام، تجاوزت نسبة مقاطة الامتحانات 90% وفق ما أكدته اللجنة الوطنية لطلبة الطب، طب الأسنان والصيدلة بالمغرب.
وقالت اللجنة إن هذه النسبة، التي بلغت 94% بجميع كليات الطب والصيدلة العمومية بالمغرب، صدرت بناء على نتائج الجموع العامة التقريرية والتصويت الوطني، كـ«تأييد للإرادة الطلابية القاضية بالاستمرار في المقاطعة، ردا على مجموع القرارات التعسفية التي لم يتم التراجع عنها ومواصلة الابتزاز عن طريقها».
مقاطعة شبه تامّة لامتحانات كلية الطب بالدار البيضاء
ديابو: هدوء «غير مسبوق» يُخيّم على محيط كلية الطب بطنجة في أول أيام الامتحانات
طلبة كلية الطب والصيدلة بوجدة يقاطعون امتحانات الدورة الربيعية
ديابو: ثاني أيام امتحانات الطب.. أجواء «استثانية» بكلية الدار البيضاء
كلية الطب بوجدة. le360