ووفق ما عايناه أمام كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، فمنذ الساعة الثامنة صباحا، وإلى غاية كتابة هذه الأسطر، توافد عدد قليل من الطلبة، منهم من قرر دخول الامتحان، وهو عدد قليل جدا، ومنهم من اختار الانتظار أمام المدخل الرئيسي للكلية، بينما اختار آخرون العودة إلى منازلهم خوفا من التجمهر أمام الكلية، خصوصا في ظل تواجد عناصر القوات المساعدة والأمن الوطني.
وحسب تصريحات استقيناها من عين المكان، فقد تشبث الطلبة بقرارهم، بسبب ما اعتبروه «عدم استجابة وزارة التعليم العالي لمطالبهم».
وقالت إحدى الطالبات التي قررت عدم اجتياز الامتحان، في تصريح لـLe360: «قررنا عدم اجتياز الاختبارات والتضامن مع بعضنا البعض إلى حين الاستجابة لكامل مطالبنا»، مشيرة إلى أنها «دخلت للقسم للتأكد من أن باقي زملاءها لم يلتحقوا بالامتحان، وبالفعل وجدت عددا قليلا جدا، لا يتجاوز 10 طلبة في بعض الأقسام، وبعضها الآخر فارغ تماما».
وأوضحت الطالبة أن «عددا كبيرا منهم لم يحضر اليوم لأنهم اتفقوا على عدم التجمهر أمام الكلية خوفا من الاعتقال بتهم التحريض».
من جانبه، أكد أحد الآباء، الذي حضر لتفقد الأوضاع، (أكد) أن «ابنتي لم تحضر، وقد تركها في المنزل، لكنني جئت لأتأكد أن باقي زملاءها لم يلتحقوا».
وأوضح الأب أن «الطلبة قاطعوا الدروس لمدة طويلة، وبالتالي فهم ليسوا مستعدين لاجتياز الامتحانات».
أب آخر، كان له رأي مختلف، فقد أقنع ابنته باجتياز الاختبارات «خوفا من ضياع سنتها الدراسية».
وقال: «حضرت رفقة ابنتي لمساندتها في يوم اختبارها كي لا تتأثر بباقي زملائها الذين قرروا مقاطع الامتحانات»، مضيفا أن «كل شخص حر في رأيه، فهناك آباء حضروا رفقة أبنائهم المقاطعين، تفقدوا الأوضاع ثم غادروا».
وأوضح المتحدث: «منذ السابعة صباحا وأنا هنا أمام الكلية»، مردفا: «في الحقيقة، الحضور قليل جدا. هناك من جاء لبضع دقائق ثم غادر، وهناك من لم يحضر من الأساس خوفا من التجمهر والمشاكل».
مقاطعة شبه تامّة لامتحانات كلية الطب بالدار البيضاء
وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة كانت قد قررت الحفاظ على البرمجة الحالية لامتحانات كليات الطب والصيدلة، من أجل افتتاح الدورة الربيعية يوم 26 يونيو 2024، وبعدها دورتها الاستدراكية قبل متم شهر غشت 2024، مع برمجة امتحانات الدورة الاستدراكية للفصل الأول في شتنبر 2024.