وقال المهدي الرحيوري، المدير الإقليمي للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين سوس ماسة بتيزنيت، إن المشروع الذي انطلق بإقليم تيزنيت شمل 8 مؤسسات تعليمية في الوسطين الحضري والقروي، حيث تم تشخيص مستوى تلاميذ المستوى الثالث ابتدائي على سبيل المثال قبل تلقي الدعم التربوي وبعد استفادتهم من الدعم تم تقييم ذلك بطريقة ومعايير دقيقة ليتبين أن الفئة المستهدفة من خلال مادة اللغة الفرنسية 20 في المئة منها هم من استطاعوا قراءة نص بسيط وبعد الدعم وصلت النسبة لـ59 في المئة.
وبالنسبة للرياضيات، يقول المسؤول ذاته في تصريح لـLe360، عملية ناقص التي تشتمل على الاحتفاظ كانت نسبة الذين يتقنون إنجازها لا يتجاوز 7 في المئة وبعد الدعم وفي ظرف 8 أسابيع بلغت النسبة 52 في المئة، هذا يؤكد بالملموس يضيف المتحدث، أن هذه الطريقة في التدريس التي تجمع بين « التارل » و »التدريس الصريح » حققت المرجو منها فضلا عن جودة التأطير التي مكنت الأساتذة من الوصول لهذه النتائج الايجابية.
من جانبه، أوضح علي فناش، مدير مدرسة مولاي الزين التابعة للمديرية الإقليمية بتيزنيت، أن أنه وفي إطار خارطة الطريق 2022-2026 لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة للنهوض بالمنظومة التربوية، انخرطت مدرسة مولاي الزين في مشروع المدارس الرائدة بالمغرب والبالغ عددها 638 مؤسسة، يشتغل بها 23 أستاذا وأستاذة، وتضم 15 حجرة دراسية منها 2 للتعليم الأولي وقسم مدمج، وما مجموعه 618 من التلاميذ.
ومن أهم المرتكزات التي تمت معاينتها لمشروع المدرسة الرائدة من خلال اللقاءات مع إدارة المؤسسة والأطر التربوية وكذلك التلاميذ وجمعية الآباء والأمهات، تجهيز الحجرات الدراسية بالمساليط وشاشات العرض والكراسات وتجهيزات صوتية
في كل حجرة فضلا عن توفير شبكة الأنترنيت وحاسوب محمول لكل قسم وكل أستاذ، وتمكين الأطر التربوية من تكوينات خاصة وتزويدهم بالعدة الرقمية والحواسيب لاستعمالها في الدروس.
ومن بين المرتكزات كذلك يقول المتحدث في تصريح لـLe360، عقد لقاءات مع الأمهات والآباء ليكونوا مسايرين لهذه المقاربة الجديدة والتواصل معهم حول المشروع وأهدافه، مسجلا تحقيق مجموعة من النتائج منها الإقبال على الدراسة بالمؤسسة من قبل التلاميذ وتحسن مستواهم الدراسي في التعلمات الأساس كالعربية والفرنسية والرياضيات، ونتائج جيدة خلال الأسدس الأول مقارنة بالسنوات الماضية والتي بلغت نسبتها أكثر من النسبة المتوقعة.
وأبرز فناش أن من عوامل نجاح المشروع وجود تعاون وتكامل بين كل الأطراف، إدارة، مدرسين ومفتشين ثم جمعية الآباء وتلاميذ والانخراط الفعال للأطر التربوية في تنزيل هذا المشروع بكل إيجابية.
وأثنى آباء وأمهات وأولياء أمور التلاميذ على الطريقة الجديدة التي يدرس بها داخل المؤسسة التعليمية المذكورة لما حققته من نتائج ايجابية في ظرف لا يتجاوز شهرين، معتبرين إياها الطريقة الأمثل لنجاح فلذات أكبادهم خاصة وأن مستواهم التعليمي تحسن كثيرا مقارنة مع السنة الماضية، معربين عن شكرهم لكل الجهات القائمة على المشروع من وزارة وأكاديميات جهوية ومديريات إقليمية وأطر وأساتذة كل في مجال اختصاصه.
يذكر أن في شتنبر 2022 تم لأول مرة عرض خصائص هذا البرنامج الهندي في الدورة الثانية للمناظرة الوطنية للتنمية البشرية بالصخيرات، من طرف روكميني بانيرجي، الرئيسة المديرة العامة للمؤسسة الهندية « براتام » Pratham للتربية والتعليم »، التي طورت البرنامج، ويهدف إلى مساعدة الأطفال الذين يجدون بعض الصعوبات في التعلم، على قراءة النصوص مع فهمها وعلى الكتابة والتعبير واكتساب المفاهيم الأساسية للحساب، ويضطلع المعلم من خلال البرنامج بدور المنشط للمجموعة أكثر من دور الملقن للمعرفة.
وتمكن هذه الوضعية الطفل من اكتشاف قدراته الذاتية ومن الانخراط في المسار التعليمي، كما أنها تعزز ثقته في نفسه باعتبارها أساس التعلم المستدام، وتكمن قوة منهجية التعليم في المستوى المناسب في قدرتها على التقييم الفوري لتطور مستوى المتعلم عن طريق اختبارات سهلة من جهة وفي ملاءمتها تدريجيا مع مستواه الحقيقي من جهة ثانية، هذه المرونة التي تميزها هي سر نجاح هذه المنهجية في العديد من دول العالم.
ويأتي الاعتماد على البرنامج المذكور في إطار تفعيل العمل بمشروع « مؤسسات الريادة » بسلك التعليم الابتدائي العمومي خلال الدخول المدرسي الحالي 2024/2023، تفعيلا لمشاريع تنزيل خارطة الطريق 2022-2026، من أجل مدرسة عمومية ذات جودة للجميع.