وأوضح عبد المنعم بنعيم، الفاعل الجمعوي بالمنطقة، أن «أكادير ن إمحيلن» الواقع بجماعة إداوكنظيف عبارة عن مخزن جماعي أو حصن يشيد في مناطق مرتفعة ومواقع محصنة تحصينا طبيعيا ومنيعا يصعب اقتحامها أو الوصول إليها ويسهل الدفاع عنها، وذلك من أجل توفير كافة الضمانات والحماية اللازمة لممتلكات السكان من المجوهرات والمحاصيل الزراعية ووثائق ورسوم أراضيها وغيرها، (حمايتها) من المخاطر الخارجية وهجومات الغير.
وأضاف المتحدث، في تصريح لـLe360، أن «أكادير ن إمحيلن» يتوفر حاليا على نحو 112 غرفة (أحانو) ما يؤكد أن عدد السكان أنذاك يبلغ 112 عائلة، حيث يقومون بتخزين أبرز منتجاتهم من القمح والشعير والعسل والفضة وكل الممتلكات التي لها قيمة كبرى ورمزية لدى القبيلة، مشيرا إلى أن عمر هذه البنوك حسب باحثين في علم الأنثربولوجيا يفوق 900 سنة.
وأكد بنعيم على أن جمعية الدوار تحاول قدر الإمكان الحفاظ على هذا الموروث الثقافي رغم محدودية إمكانياتها المادية، حيث تداوم على ترميمه كلما استدعت الضرورة ذلك مع مراعاة خصوصيات البناية المشيدة من الطين والأحجار والخشب المحلي كالأركان وغيره، بغية الحفاظ على معالمه وجذب أنظار السياح المغاربة والأجانب.
وتابع الفاعل الجمعوي ذاته قائلا: «حنا كنخدمو الترويج للمنطقة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي لجلب السياح باش نشرحو ليهم هاد إكودار أو أكادير والتاريخ ديالو والأهمية لي عندو والدور لي كان كيلعبو في مرحلة من مراحل الزمن»، مضيفا أن الإقبال على هذه المآثر ضعيف حتى الآن، ما يتطلب تظافرا للجهود للتعريف به محليا وجهويا ووطنيا ودوليا، ليعود بالنفع على الساكنة ولخلق رواج سياحي بالمنطقة.
وطالب المتحدث الجهات المختصة بالتدخل للمساهمة في ترميم هذا المخزن الجماعي وتعبيد الطريق المؤدية إليه وإدراجه في خريطة المواقع الأثرية الوطنية التي تستحق الزيارة، فضلا عن الاهتمام به وإعطائه العناية اللازمة للنهوض بالتنمية بالمنطقة والحفاظ على ذاكرة هامة من تاريخ المملكة خاصة في الوسط والجنوب حيث تتواجد هذه البنوك بشكل لافت.
جدير بالذكر أن «إيكودار» يكون شكلها المعماري الهندسي عبارة عن مربع تعلو زواياه أبراج للمراقبة أو على شكل مستطيل بدون أبراج، ويتخذ أحيانا شكلا هندسيا دائريا بحسب المناطق والطبيعة والمناخ السائد والطبوغرافيا، وعلى قدر الإمكانيات المادية والبشرية التي تتوفر عليها الجماعة التي يقع فيها المخزن، وتحتوي على بابين، باب خارجي وآخر داخلي، الأول يكون كبيرا والثاني ثانويا بينما تصل طبقاته إلى نحو 5 وفي كل طبقة توجد غرف موصدة الأبواب تعود كل واحدة منها لصاحبها القاطن بالدوار.