وبالفعل، فقد جعلت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من التزويد بالماء الصالح للشرب إحدى انشغالاتها الرئيسية على صعيد هذا الجزء من التراب الوطني، حيث يتم بذل مجهود كبير لتلبية الاحتياجات التي عبرت عنها ساكنة الإقليم، قصد التقليص من التفاوتات الاجتماعية والمجالية في الوسط القروي، وبالتالي، تحسين المؤشرات الاجتماعية والتنموية.
وفي هذا الصدد، يأتي مشروع تزويد دواري تاغارت والدويركات بجماعة مرامر القروية بالماء الشروب.
ويجسد هذا المشروع، الذي تم إنجازه، في إطار برنامج تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية الأساسية بالمجالات الترابية الأقل تجهيزا للمرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بكلفة إجمالية قدرت بأزيد من 054 ر 4 مليون درهم، الجهود المبذولة في إطار هذا الورش الضخم لتحقيق العدالة الترابية، عبر تحسين ظروف عيش ساكنة محلية تفوق 1300 نسمة في الدوارين المستفيدين، أي 80 أسرة بالدويركات و41 بتاغارت.
وعاين فريق من وكالة المغرب العربي للأنباء وقع هذا المشروع وأثره الملموس من خلال ردود الفعل ومشاعر الفرح التي عبرت عنها ساكنة هذين الدوارين.وهمت الأشغال المنجزة، على الخصوص، بناء برجين لتخزين المياه، على التوالي، بسعة 50 مترا مكعبا في دوار الدويركات، و30 مترا مكعبا في تاغارت، وخزان بسعة 60 مترا مكعبا، إضافة إلى وضع القنوات وتركيب تجهيزات الضخ وألواح شمسية.
وكشف رئيس قسم التجهيزات والتنسيق التقني بعمالة الإقليم، أحمد عزيز، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه تم إنجاز 133 مشروعا على صعيد الإقليم، باستثمارات إجمالية تقدر بـ 300ر199 مليون درهم، في إطار برنامج تدارك الخصاص في البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية الأساسية للمرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وأوضح أن مختلف هذه التدخلات، التي يفوق عدد المستفيدين منها 126 ألف شخص في 187 دوارا تابعا لـ 42 جماعة قروية، مكنت من تحسين ملموس لمعدل الولوج إلى الماء على مستوى الإقليم ليصل إلى 87 بالمئة، على الرغم من الإكراهات المتعلقة بشكل خاص بالبعد بين الدواوير والأسر، إضافة إلى عدم كفاية وعدم استدامة الموارد المائية.
وسجل أن هذا المشروع المنجز بالدويركات وتاغارت يعد مثالا للتدخلات ذات الوقع الكبير على المستفيدين، كما تعكسه مشاعر الغبطة التي بدت على الأسر بعد ربط منازلها بالشبكة التي تم وضعها لهذه الغاية، مبرزا الفلسفة الناجعة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ودورها، لاسيما، في تقوية البنيات التحتية الأساسية بالوسط القروي والتقليص من التفاوتات المجالية.
وعبر عدد من سكان الدوارين المستفيدين، إضافة إلى فاعلين جمعويين، من جهتهم، في تصريحات مماثلة، عن فرحتهم الغامرة بالاستفادة من هذا المشروع الهام للغاية الذي وضع حدا لمعاناتهم، ولاسيما خلال الفترات التي تتميز بضعف التساقطات، من أجل الولوج إلى الماء الصالح للشرب.