وكشفت نفس اليومية، أنه لم تمض سوى بضعة أسابيع على صدور المقررات المدرسية الخاصة بمادة التربية الاسلامية، حتى اتضح انها تحمل الغام المزروعة في تلافيفها، والتي تسير في اتجاه ضرب قيم التسامح ونبذ التطرف،عبر الاستنجاد بفكر ابن تيمية وبالإسلام على الطريقة المشرقية التي ما زال الشرق يجني الحروب والعنف والتطرف بسببها، وأشارت"الصباح" في نفس السياق ان المقرر الدراسي " منار التربية الاسلامية" الخاص بالسنة أولى ثانوي، والذي رصد خلاله متتبعون مجموعة من النقط التي اعتبروها أخطاء تربوية "كارثية" بعد ان تضمن المقرر هجوما خطير على الفلسفة من خلال درس يعرض لعلاقتها بالإيمان، بعد ان تعمد المؤلفون تصدير الهجوم عليها بنص مقتبس من كتاب " درء تعارض العقل والنقل" لابن تيمية عراب الحركة الوهابية وملهمها.
وقال "عبد الله الجباري" وهو استاذ مادة التربية الاسلامية وخريج دار الحديث الحسنية، ليومية "الصباح" ان المقرر الجديد قد وصف "ابن تيمية" بانه شيخ الإسلام، وهي تحلية وتزكية له لترسيخها في ذهن التلميذ، في الوقت الذي ذكر معه "ابن رشد و ابن طفيل" باسميهما المجردين، ودون الإشارة إلى إلى مواقفهما، متسائلا هل ذلك الوصف موقف رسمي لوزارة التربية الوطنية او موقف المؤلفين فقط.
وأضاف نفس المصدر، ان الدرس تضمن أسئلة غير تربوية توحي بالتعارض بين الدين والفلسفة، مما سيدفع التلاميذ بحكم انتمائهم الديني إلى نبذ الفلسفة وأقصائها، بدعوى معارضة الدين، مضيفا ان واضعوا المقرر ذهبوا الى تقرير ان الوحي لم يعالج قضايا علم المنطق وعلم الجمال، وهو ما اعتبره تشويها للدين والوحي بعد إزالة بعدهما الجمالي، كما أضاف المؤلفون فقرة "اخطر" من نص ابن تيمية لابن صلاح الشهرورزي يصف فيها الفلسفة بأنها " اس السفه والانحلال و مادة الحيرة والضلال، ومقار الزيغ والزندقة، ومن تفلسف عميت بصيرته عن محاسن الشريعة المؤيدة بالبراهين، (.... ) واستحوذ عليه الشيطان" وهي الفقرة التي ستدفع بالتلاميذ بتشكيل صورة دونية عن أساتذة مادة الفلسفة، كما ان نفس الفقرة تطرح سؤال حول كيف تضرب مادة دراسية مادة أخرى من نفس المقرر الدراسي.