وتطلعنا يومية الأخبار، في عددها ليوم غد الثلاثاء، عن روبرتاج يرصد مخلفات “التسوناميتو” بسلا، حيث تنقل بالكلمة أن “شاطئ سيدي موسى بمدينة سلا أضحى حديث الناس، ورغم أنه لم يخلف أي خسائر مادية بليغة كما أنه لم يحصد ايا من الأرواح، فإنه خلف حالة من الذعر في صفوف الأهالي هناك”.
وتضيف اليومية، أن "مشاهد الثلاثاء الأسود لا تزال موشومة في أذهان العشرات من سكان المنطقة، خصوصا الصيادين منهم الذين رأى بعضهم الموت بأم عينيه، حتى إن بعضهم لشدة الرعب ما عاد يقدر على الاقتراب من شاطئ البحر أو الإمساك بالصنارة”.
وفي جزء آخر من الاستطلاع، نقرأ على صفحات الجريدة أن “ الأمواج العاتية التي ضربت مجموعة من السواحل المغربية على الأطلسي، لم تكن سببا في تعرية ضعف البنية التحتية هناك، بل أظهرت أيضا مجموعة من الممارسات والطقوس التي كانت تقام بالقرب من تلك الشواطئ، حيث تمت معاينة مجموعة من الملابس الداخلية، سواء لرجال أو لنساء، بالإضافة إلى الكثير من الواقيات الذكرية المستعملة وأغلفتها، إلى جانب بعض قنينات الخمر وعلب السجائر، وهي مخلفات لليال حمراء يقيمها بعض المنحرفين و “الشماكرية” متسترين عن أنظار الامن والسكان بين الصخور”.
وتضيف اليومية، نقلا عن أحد الشهود “أن العديد من الشوافات والمولعين بالسحر والشعوذة يترددون باستمرار هناك لإشعال شموع حمراء وسوداء، وتعليق بعض “الحجابات”، ناهيك عن المئات من الذبائح، وجماجم القطط والكلاب التي ترمى هناك” على حد تعبير الجريدة.
كشف المستور
لقد كشف هذا “التسونامي” الصغير، عن مجموعة من الممارسات التي لا تزال تجد لها مكانا في المجتمع المغربي، إنها سخرية الاقدار، التي شاءت أن تفضح أمواج البحر ما يمارس في السر من شعوذة وسحر وطقوس غريبة.
يكاد يكون إيمان معظم المغاربة بالسحر والشعوذة راسخا، فالفقر والأمية المرتفعة، وهبوط نسبة الوعي الإجتماعي، وعوامل غياب الثقة في النفس، خاصة في أوساط النساء، يشجع بروز المشعوذين والدجالين.
بعض الممارسات والعادات القديمة ذات الأبعاد الغيبية، ما زالت سائدة بين فئات عريضة من هذا المجتمع.كما أن انتشار الشعوذة يعكس إنتصار الثقافة التقليدية اللاعقلانية، التي تفسر كل شيء بالغيب، علاوة على أن المؤسسات التعليمية لاتزال لا تقوم بدورها التحسيسي التأطيري الكامل في هذا الصدد.



