موافقة مجلس مدينة الدارالبيضاء على قرار تمديد العمل بمطرح الأزبال مديونة، أثار العديد من الأسئلة حول المطرح المذكور الذي عقد بسببه اجتماعات ماراطونية داخل المجلس بعد قرب انتهاء صلاحية المطرح؟ كيف اتخذ هذا الإجراء؟ ولماذا فشل رفاق عمدة مدينة الدارالبيضاء، عبد العزيز العماري لحد الساعة في إيجاد مطرح جديد يستقبل أزبال البيضاويين؟
أصل الحكاية
في خضم احتضان المغرب لقمة «كوب 22 »، يوافق أعضاء مجلس العاصمة الاقتصادية على التمديد العمري لـ «مزبلة مديونة »، أحمد بنبوجيدة رئيس لجنة المرافق العمومية والممتلكات والخدمات، بمجلس المدينة، أوضح في تصريح لـLe360، أنه الإتفاق الأولي الشركة الموكل إليها تدبير المطرح «ايكو ميد»، كان يقضي بإعداد مطرح جديد إلا أن شركة وجدت صعوبات في العمل بمطرح جديد، على اعتبار أنها طلبت من مجلس مدينة العاصمة الاقتصادية تمكينها من بقعة أرضية مساحتها 82 هكتار، لكن المكتب الجماعي تمكن من توفير 35 هكتار فقط.
وأضاف المتحدث، أن الشركة لديها صعوبات في العمل بمساحة 35 هكتار التي وفرها مجلس مدينة الدارالبيضاء، مردفا أن "ايكو ميد » طالبت بمبلغ 124 درهم لمعالجة الطن الواحد من الأزبال إذا اضطرت لإعداد مطرح أزبال جديد بمساحة 35 هكتارا، في حين أن الاتفاق مع المجلس المدينة يقضي بدفع المجلس لمبلغ 46 درهم للطن الواحد.
وأكد المتحدث، أنه هناك نقط خلاف بين الشركة ومجلس مدينة الدرالبيضاء، لأن «إيكو ميد» لم تعد استثماراتها لمطرح جديد.
الشركة متشبثة برأيها والمجلس في حالة «شرود »
وأكد رئيس لجنة المرافق العمومية والممتلكات والخدمات، أن شركة «إيكوميد» تتشبث بموقفها بالحصول على 82 هكتار حتى تبدأ بعملية إعداد وتأهيل مطرح جديد، في الوقت الذي اقتنى المجلس فقط 35 هكتارا لم يتم تأهيلها بعد لتصبح مطرحا جديدا.
هذه المرة الثانية التي يمدد فيها مجلس المدينة العمل بمطرح الأزبال مديونة، فقد سبق وقرر في نونبر 2015 التمديد لمدة عام للعمل بالمطرح المذكور. ويبدو أن مجلس المدينة الذي يقوده حزب العدالة والتنمية، فشل في حل مشكل مزبلة مديونية وإيجاد مطرح جديد والوعاء العقاري الكافي، ليلجأ إلى عملية التمديد في الوقت الذي لم يعد المطرح المذكور قادرا على استقبال كميات جديدة من الأزبال التي ينتجها الكازاويين.
ودق المتحدث ناقوس الخطر، مؤكدا أن «مزبلة مديونة » طاقتها الاستيعابية بنسبة 100 في المائة انتهت منذ زمن، و «المطرح الجديد غير جاهز بتاتا ».
أحد المنتخبين بمجلس مدينة البيضاء، عبر عن أسفه من عدم قدرة المجلس على حل المشكل، مردفا «هذا خطير مدينة بحجم الدارالبيضاء بدون مطرح أزبال »، محملا المسؤولية لرئاسة المجلس «الحلول لا تحل داخل المكاتب بدون لقاء المعنيين خاص المجلس يتحرك ».
تحذيرات قضاة جطو
كان المجلس الأعلى للحسابات في آخر تقاريره، لفت إلى أنه كان من المفروض أن يتم الشروع في استغلال مطرح مراقب جديد، مباشرة بعد مرور سنتين على دخول عقد التدبير المفوض حيز التنفيذ، بالتوازي مع الإغلاق النهائي للمطرح الحالي بمديونة أي بحلول تاريخ 17 نونبر 2010، إلا أن لا شيء من ذلك حصل.
وأوضح التقرير أنه بعد مضي أكثر من أربع سنوات من هذا التاريخ، "لم يتم الشروع بعد في استغلال المطرح المراقب، حيث تخلت الجماعة عن الإجراءات التي كانت قد شرعت فيها منذ سنة 2004، من أجل اقتناء أرض من ضمن أملاك الدولة بمساحة 82 هكتار، تقع بجوار المطرح الحالي بمديونة، واتجهت إلى اقتناء أرض أخرى بمساحة 25 هكتار".
يذكر أن شركة "إيكو ميد"، كان قد أوكل لها تسيير المطرح العمومي الحالي بمديونة منذ عدة سنوات وتصل مدة العقد الذي يربطها مع مجلس المدينة الذي وقع في عهد العمدة السابق محمد ساجد، إلى 24 سنة مرت منها حتى الآن 8 سنوات.