وحسب مصادر ليومية "الصباح"، التي أوردت الخبر في عددها ليوم غد الثلاثاء، فإن شرطة البرنوصي أوقفت المتهمين وأحالتهما الجمعة الماضي على وكيل الملك بالمحكمة الزجرية، بجنحة الضرب والجرح في حق موظف عمومي، فأمر بإيداعها إصلاحية سجن عكاشة.
وشددت المصادر على أن الأستاذ الضحية رفض مبادرات الصلح، التي تقدم بها مقربون من التلميذين، لإحساسه بـ"الحكرة" والغين من التصرف الطائش للتلميذين، مشيرة إلى أن تدخلات ما زالت متواصلة من أجل دفعه إلى التنازل عن متابعتهما قضائيا.
وتعود تفاصيل الاعتداء عندما كان الأستاذ يشرف على حصة للتربية البدنية، ليفاجأ بوجود التلميذين، رغم أن حصتهما لم تحن بعد، فطالبهما بمغادرة المكان.
رفض التلميذان، الاستجابة لطلب الأستاذ وفى تحد له، قررا البقاء، ما دفعه إلى توبيخهما، فلم يتقبلا الأمر، سيما أمام باقي التلاميذ، فتبادلا معه السب والشتم. حاول بعض التلاميذ، احتواء الوضع وإقناع التلميذين بمغادرة المكان، سيما أن ما تلفظا به في حق الأستاذ يعد إساءة له وللأطر التربوية بالمؤسسة، إلا أن "عنترية" التلميذين، أفشلت كل محاولة للتدخل، الأمر الذي زاد في غضب الأستاذ، الذي توجه نحوهما لطردهما من فضاء حصة الرياضة، ليتفاجأ بهما ينقضان عليه ويوجهان له لكمات وضربات فى الوجه.
وتسبب الاعتداء في هلع، سيما بين التلميذات اللواتي تعالى صراخهن، ما استنفر باقي الأطر التربوية بالمؤسسة، على رأسها مدير المؤسسة، إذ انتقلوا إلى مكان الاعتداء، فعاينوا آثار كدمات وجروح في وجه الأستاذ، في حين تمكن التلميذان من الفرار.
وتقدم مدير المؤسسة التعليمية بشكاية إلى الدائرة الأمنية السلام 2، التي انتقلت عناصرها إلى المؤسسة، فاستمعت إلى الأستاذ ضحية الاعتداء وأطر تربوية وتلاميذ عاينوا الواقعة، واتهموا التلميذين بالاعتداء على أستاذهم، مشددين على أنهما معروفان بعدوانيتهما داخل الثانوية.
وفی الوقت الذي نقل فيه إلي مستعجلات مستشفی المنصور بسيدي البرنوصي، لتلقي الإسعافات، باشرت العناصر الأمنية، تحرياتها لإيقاف المتهمين، إذ ستتمكن من إيقاف الأول، بعد توصلها بمعلومة تفيد أنه يوجد بمحيط المؤسسة التعليمية، إذ كان يتابع تطورات الاعتداء، في حين اختفى زميله عن الأنظار، قبل أن يتبين أنه فر إلى منزل عائلته، ليعتقل في ما بعد.
وأمرت النيابة العامة بوضع التلميذين تحت تدابير الحراسة النظرية، من أجل تعميق البحث، عزا فيه التلميذان اعتداءهما على الأستاذ إلى عدم تقبلهما مطالبته لهما بمغادرة المكان المخصص لحصة الرياضة، إذ حسب قولهما، خاطبهما بعبارات اعتبراها استفزازا لهما أمام باقي التلاميذ، فتلاسنا معه، واعتديا عليه بالضرب واللكم.