ومن خلال المعطيات يتبين أن عدد الأطفال المشتغلين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 7 وأقل من 15 سنة عرفت تراجعا كبيرا منذ 1999، كما أن الظاهرة تتمركز بالوسط القروي، و تهم 3,9% من الأطفال مقابل 16,2% سنة 1999، أما بالوسط الحضري، فتهم هذه الظاهرة 0,3% من الأطفال الحضريي.
وحسب المذكرة فان أكثر من تسعة أطفال نشيطين مشتغلين من بين عشرة (92,4%) يقطنون بالوسط القروي، كما أنها تهم الفتيان أكثر من الفتيات، حيث إن 54,1% من الأطفال المشتغلين هم ذكور، وتتراوح هذه النسبة ما بين 51,1% بالوسط القروي و90,3% بالوسط الحضري.
فيما يخص ظروف العمل، فإن 21,7% من الأطفال يشتغلون بالموازاة مع تمدرسهم، و 59,2% غادروا المدرسة، بينما لم يسبق ل 19,1% منهم أن تمدرسوا، و تعزى أسباب عدم تمدرس الأطفال المشتغلين أساسا إلى عدم اهتمام الطفل بالدراسة (%31,4)، أو عدم توفر مؤسسة للتعليم بمحل الإقامة أو صعوبة ولوجها أوبسبب معيقات جغرافية أو مناخية(22,9%)، أو انعدام الوسائل المادية لتغطية مصاريف التمدرس16,4%)، وأخيرا، ضرورة مساعدة الأسرة في أنشطتها المهنية (12,1%).
وسلطت المذكرة الضوء على أهم القطاعات الاقتصادية التي تفتح أبوابها لتشغيل الأطفال، وهكذا، فإن قطاع "الفلاحة، الغابة والصيد" يشغل قرابة95,5% من الأطفال بالوسط القروي، أما بالوسط الحضري، فإن قطاعي "الخدمات" ب(58,4%) و"الصناعة بما فيها الصناعة التقليدية" ب (31,3%) يعتبران أهم القطاعات المشغلة للأطفال.
وتهم ظاهرة تشغيل الأطفال 76.533 أسرة، أي1,1% من الأسر المغربية، متمركزة أساسا بالوسط القروي، مقابل 6.522 أسرة بالمدن، كما أنها تهم بالخصوص الأسر الكبيرة الحجم، حيث تبلغ نسبة الأسر التي تضم على الأقل طفل مشتغل 0,3% بالنسبة للأسر المكونة من ثلاثة أفراد، و ترتفع تدريجيا مع حجم الأسرة لتصل الى3,1% لدى الأسر المكونة من ستة أفراد أو أكثر.
وتكتسي المميزات السوسيوثقافية للأسر ولرب الأسرة على وجه الخصوص، أهمية بالغة في تحديد هذه الظاهرة، وهكذا فإن نسبة الأسر التي تضم على الأقل طفلا مشتغلا شبه منعدمة، لدى الأسر المسيرة من طرف شخص له مستوى دراسي عالي، في حين تبلغ 1,5% لدى الأسر المسيرة من طرف شخص بدون مستوى دراسي، وأيضا حسب نوع نشاط رب الأسرة، تنتقل هذه النسبة من 0,2% بالنسبة لمن هم غير نشيطين إلى 0,3% لدى العاطلين لتصل إلى 1,5% لدى النشيطين المشتغلين.