وذكرت الجريدة، أن أطوار هذه الواقعة المثيرة التي هزت جهاز الأمن بتمارة وولاية أمن الرباط والمصالح المركزية بمديرية الأمن، انطلقت من مكالمة هاتفية توصلت بها عناصر الأمن بتمارة حول وجود كمية من المخدرات مدسوسة في سيارة شخص ستيني، تبين لاحقا أنه رجل تعليم متقاعد، حيث تم توقيف السيارة المشار إليها في المكالمة المجهولة بشارع طارق بن زياد بتمارة، قبل أن تعثر عناصر الأمن على حوالي 90غراما من الشيرا داخلها أمام ذهول الرجل الذي أنكر معرفته وملكيته لها، حيث تم اعتقاله ووضعه رهن الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة من أجل الاستماع إليه.
وتضيف اليومية، أن التحريات الأولية التي خضع لها الشخص من طرف عناصر الشرطة القضائية، كشفت أنه يقطن بمدينة الرباط ووجوده بتمارة كان بهدف لقاء شخص يشتغل بجهاز الأمن، سبق أن وعده بالتوسط لدى مسؤولين كبار بالمديرية من أجل تشغيل ابنه وقريبين آخرين له، مقابل منحه مبالغ مالية مهمة دفع له منها تسبيقات ناهزت نصف المبلغ، وهي الجزئية التي انطلق منها البحث التفصيلي منذ الخميس الماضي، ليطيح بالمساعد الإداري الذي قام بالنصب على رجل التعليم المتاقعد ودس كمية المخدرات بسيارته من أجل التبليغ عنه واعتقاله والتحرر من الالتزام معه بتشغيل وأقربائه.
باقي تفاصيل المسلسل التي أطاحت بموظف الأمن، تطرق إليها بلاغ صادر عن المديرية العامة للأمن الوطني، حيث أكد أن مصالح الأمن بتمارة أوقفت الخميس الماضي، متقاعدا من سلك التعليم بتهمة حيازة كمية مخدرات 90 غراما مدسوسة في سيارته، قبل أن يكشف البحث أن المساعد الإداري الملحق بمصالح الأمن بتمارة هو الذي دس تلك المخدرات وقام بالتبليغ عنه في محاولة لتلفيق التهمة له، وذلك لتفادي مطالبته بمبالغ مالية كان قد تسلمها منه بدعوى التوسط في توظيف ثلاثة شباب من أقاربه في أسلاك الشرطة.
بلاغ الأمن
وكشفت بلاغ المديرية أن مصالح الأمن أوقفت المساعد الإداري المذكور، وحجزت بمنزله مجموعة من الوثائق الإدارية والبيانات الشخصية لمجموعة من الاشخاص، كما أوقفت متقاعدا آخر في سلك التعليم يشتبه في اضطلاعه بدور الوساطة بين المعنيين بالأمر، حيث تم الاحتفاظ بالجميع تحت الراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي جرى تحت إشراف النيابة العامة المختصة.