نقرأ في جريدة الخبر الصادرة غدا الأربعاء، أنه رغم مشروع القانون الذي صادق عليه مجلس الحكومة من أجل زجر الغش في الامتحانات المدرسية والجامعية والتدابير الصارمة التي أعلن عنها وزير التربية الوطنية محمد الوفا، إلا أنه وبعد خمس دقائق على توزيع أوراق الامتحانات تم تسريب الأسئلة الخاصة بها على ضفحات "تسريبات" على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك".
وفي يومية الاتحاد الاشتراكي، وفي ركن "من يوم لآخر"، نقرأ رأي الجريدة الذي يقول بأن الأجواء التي خلقتها الحكومة حول الباكالوريا، والتجييش غير المسبوق من حيث التأثير الإعلامي والتهويل من المقترحات ونشر الطابع الاستثنائي للأجواء المصاحبة لامتحانات الباكالوريا لم تمر دون إثارة الانتباه، ويبقى أمامنا الكثير لكي نؤصل الانصباط الأخلاقي ونحارب الغش".
أما يومية الأخبار، فتحدثت عن اعتقالات في صفوف المرشحين لامتحانت الباكالوريا، إذ تم توقيف سبعة تلاميذ ببنهم مرشحان حران أحدهما قفز من سور المؤسسة بتمارة والآخر ضبط بسلا، حيث تم القبض عليهم وإحالتهم على الشرطة القضائية.
يومية المساء، قالت في ركن "مع قهوة الصباح" "إن وقائع تسريب امتحانات الباكالوريا تشير إلى أنه رغم الاحتياطات التي تتخذها الوزارة، فإن الثغرات ستظل موجودة داخل الأنظمة المعلوماتية التي بات الهواة الصغار قادرين على اختراقها وخلق التشويش على العملية التربوية برمتها".
وفي الموضوع نفسه، نقرأ في الأحداث المغربية في عمود على مسؤوليتي "أن الشهادات المدرسية لم تسترجع مصداقيتها بسبب الصورة التي رسختها الشائعات في الأذهان، إلى جانب أنه كلما جددت مصالح وزارتي التربية الوطنية والتعليم العالي إجراءات محاربة الظاهرة، كلما ابتكر الغشاشون أساليب جديدة للالتفاف عليها".وتضيف الجريدة ذاتها "بأن الغش مشكل تربوي، والتعود عليه يكيف لا محالة الطبائع ويخلق أشخاصا منعدمي الكفاءة والضمير وروح المواطنة".
وفي جريدة الصباح، نقرأ أن الحكومة تواجه غشاشي الباكالوريا بالاعتقالات، ونقلت الجريدة عن مصدرها أن وكيل الملك بالبيضاء أمر بالإفراج عن التلاميذ الموقوفين من مراكز الامتحانات بالعنترية بالحي المحمدي وأنفا ومولاي رشيد، إلى حين ضدور قرارات المجلس التأديبي بشأنهم، في حين أمر بوضع الأشخاص الذين كانوا يسهلون لهم عملية الغش رهن الحراسة النظرية.
معضلة التعليم
لقد أكد اليوم الأول من امتحانات الباكالوريا لهذه السنة بالملموس، أن معضلة التعليم بالمغرب ليست فقط في البرامج التدريسية، فحتى المخطط الاستعجالي لإصلاح التعليم فشل في جعل مدارسنا شريكا حقيقيا في التربية والتعليم، بدليل أنه عند امتحان التلميذ المغربي فأول شيء بات يفكر فيه هو البحث عن سبل الغش الممكنة دون بدل أي مجهود فكري.
ما حدث اليوم من تسريبات في وقت قياسي، يكشف عمق الخلل الكامن في المنظومة التربوية، فقبل أن تكون مشكلة التعليم متعلقة بمستوى التلميذ المغربي فالأمر يتعلق بغياب شروط المنافسة السليمة وتكافؤ الفرص.
والأكيد أن التلاميذ المغاربة الذين سيحصلون على معدلات جيدة عن طريق الغش في امتحانات هذه السنة، هم نفسهم من سيشتكي يوم غد من رفع عتبات الدخول إلى المدارس الكبرى، وليس ببعيد أن يكونوا مشاريع "موظفين غشاشين".