وتعكس هذه المبادرة الملكية، ذات الدلالات القوية، المكانة المركزية التي يوليها الملك لقطاع التعليم، وعزمه القوي والراسخ، على تعزيز المنظومة التربوية ودعم قطاع التكوين المهني، باعتبارهما أساس التنمية، ومحفز الانفتاح والرقي الاجتماعي، والضامن لحماية الفرد والمجتمع من آفتي الجهل والفقر، وأفضل سلاح ضد جميع أشكال التطرف أو التعصب الديني.
كما تنسجم تمام الانسجام مع الرؤية الإستراتيجية لإصلاح المدرسة المغربية (2015- 2030)، التي تروم إيجاد مدرسة في مستوى انتظارات وطموحات المغاربة، مدرسة جديدة فضاء للإنصاف وتكافؤ الفرص والجودة للجميع، ومدرسة لاندماج الفرد والتطور الاجتماعي.
وتندرج المبادرة الملكية "مليون محفظة"، التي كان الملك قد أعطى انطلاقتها سنة 2008، وأضحت منذ ذلك التاريخ تنظم كل سنة في إطار جهود إصلاح وتعميم التعليم الأساسي، وتهم هذه العملية، التي رصدت لها استثمارات بقيمة 390 مليون درهم، والتي تشرف عليها هذه السنة هيئات الحكامة الترابية الخاصة بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مجموع أقاليم وعمالات المملكة، ويستفيد منها تلاميذ التعليم الابتدائي والثانوي، مع منح الأولوية لتلاميذ العالم القروي (64 في المائة). كما تندرج في إطار مقاربة تضامنية، وتتوخى بالخصوص ضمان تكافؤ الفرص في مجال التعليم ومحاربة ظاهرة الهدر المدرسي.
وتندرج مبادرة "مليون محفظة" في سياق الإستراتيجية الوطنية للدعم الاجتماعي للأطفال المتمدرسين وأسرهم، التي رصد لها هذه السنة غلاف مالي تفوق قيمته 2 مليار و149 مليون درهم.
وتشمل هذه الإستراتيجية، أيضا، برنامج الدعم المالي للأسر الفقيرة "تيسير" (777 مليون درهم) - مساعدة مالية تشترط تمدرس أطفال الأسر المستفيدة-، وكذا برامجي تحسين خدمات الإطعام المدرسي والداخليات (948 مليون درهم)، والنقل المدرسي (34 مليون درهم).
وبهذه المناسبة، قام الملك بزيارة بعض أقسام مدرسة "مولاي يوسف"، قبل أن يشرف على التسليم الرمزي لمحفظات ومقررات مدرسية لفائدة عشرة تلاميذ بمدرسة "مولاي يوسف"، وعشرة تلاميذ من الثانوية الإعدادية "العوامة" بجماعة العوامة (عمالة طنجة- أصيلة).
إثر ذلك، أخذت للملك صورة تذكارية مع المدرسين والأطر الإدارية لمدرسة "مولاي يوسف".
بعد ذلك، أشرف الملك على تسليم 8 حافلات للنقل المدرسي لفائدة جمعيات آباء وأولياء التلاميذ التابعة للجماعات القروية بعمالة طنجة- أصيلة.
وستساهم هذه الحافلات، التي تم اقتناؤها في إطار شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووكالة إنعاش وتنمية الأقاليم الشمالية، لا محالة، في تحسين ظروف التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي في صفوف التلاميذ المنحدرين من المناطق القروية المستهدفة.
يشار إلى أن العدد الإجمالي للمسجلين برسم السنة الدراسية الجديدة بمؤسسات التعليم العمومي والخاص (الابتدائي، الإعدادي والتأهيلي) بلغ 6 ملايين و951 ألف و351 تلميذ، من بينهم مليونان و722 ألف وتلميذان بالعالم القروي.