الخبر جاء في يومية الصباح عدد نهاية الأسبوع، حيث ذكرت أنه أثناء تقديم المتهم، بعد يومين من وضعه رهن الحراسة النظرية، ارتأى الوكيل العام أن يحيل الملف من جديد على الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، خصوصا أن عملية الانتحار المتحدث عنها في محاضر الضابطة القضائية كانت بواسطة حزام، وأن المنتحرة ربطته على مزلاج الباب «مقبضه » وهي العملية التي لا يمكن أن تتحقق بالنظر إلى قصر المسافة بين مقبض الباب والأرض، كما أنها لم تكن تعاني مرضا نفسيا، بل العكس، كانت تستعد للسفر إلى مسقط رأسها بتاونات لقضاء العيد رفقة عائلتها.
وحسب اليومية فقد كان التعليمات التي وجهها الوكيل العام إلى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، تدعو إلى تعميق البحث والقيام بإعادة تشخيص مسرح الجريمة وغيرها، وهو ما سارت عليه الأبحاث، لتنتهي بمواجهة المتهم بأدلة دامغة، ليتعرف بالقتل وبكل التفاصيل التي عمد إلى فبركتها من أجل الإفلات من العقاب، ليحال من جديد على الوكيل العام يوما قبل عيد الأضحى، ثم يودع في سجن عكاشة إلى حين محاكمته.
وذكرت اليومية أن الخلاف بين الخليلين كان سببه الغيرة والإلحاح على تدوين عقد الزواج، إذ أنهما كانا يعيشان كالمتزوجين في شقة، أكثر من ذلك، أن عائلة الفتاة تعرفت عليه، وأصبح على علاقة بشقيها وأخواتها، لكن الضحية اكتشفت في الآونة الأخيرة أن المتهم يخونها وأن له علاقات عديدة، بل دحلت في إحدى المرات في شجار مع إحداهن، أما المتهم فهو شاب متحدر من طنجة درس فنون الطبخ وعمل في محل تجاري بالمحمدية لتقديم الوجبات الخفيفة.
وحسب اليومية، ففي الأسبوع الماضي استقبل بالشقة فتاتين وادعى لعشيقته أنهما من عائلة أحد أصدقائه وسيقضيان يومين بالمنزل، قبل أن تعودا إلى مراكش، وهي الضيافة التي زادت من شكوك الضحية وتأجج معها الخلاف، وفي اليوم الذي صادف رغبة الضيفتين في مغادرة المحمدية، كان المتهم يستعد لمرافقتهما إلى محطة القطار، إلا أن خليلته حاولت منعه بشتى الطرف، قبل أن يخرج وهو في حالة عصبية مرفوقا بالضيفتين، إذ بعدما أوصلهما إلى محطة القطار عاد إلى المنزل، فوجد خليلته على الحالة نفسها تصر على تسريع عقد القران وتنعته بأبشع الأوصاف ليشتد الخصام بينهما، قبل أن تهينه في شرفه ليعمد إلى دفعها وتسقط أرضا مغمى عليها، وبعد ذلك أخذ حزام معطفها من الحمام، ثم حملها وأجلسها على كرسي قبل أن يلفه حول عنقها ويجره بقوة، ليتكرها بعد ذلك وهي تصدر شخيرا غريبا.
وقالت اليومية إن المتهم عمد بعد ذلك إلى بعثرة حاجياتها فوق سرير النوم، ثم أخذ ورقتين وحرر رسالتين الأولى تشير إلى رغبتها في الانتحار والثانية تتحدث فيها عن حبها للمتهم وأنها لا تستطيع العيش بدونه، ومن أجل المضي في حبك سيناريو الجريمة، عمد المتهم إلى مهاتفة شقيق الضحية وإخباره بأنها انتحرت وهي في حالة بين الموت والحياة، فطالبه بالإسراع بنجدتها وإبلاغ الإسعاف.
وذكرت اليومية أن المتهم تمكن من إحضار سيارة الإسعاف ومرافقة الهالكة إلى المستشفى وهو في حالة بكاء، فاستقبله الطبيب مهدئا إياه، مشيرا إلى أنها قد تنجو وتشفى، وبعد ذلك علم المتهم أن الضحية ماتت، فحضرت الشرطة المداومة، وباشرت إجراءاتها وأثناء الاستماع إليه، أشار إلى أنه عاد إلى المنزل فوجدها مشنوقة ومربوطة بمقبض باب المطبخ، فأزال الحزام في محاولة لإنقاذها قبل نقلها إلى المستشفى.
سيناريو فاشل
نقل المتهم إلى مصلحة الشرطة القضائية فتمسك بالأقوال نفسها، كما أن الاستماع إلى شقيق الهالكة، انتهى إلى أنه فعلا أخبره بأن شقيقته نفذت الانتحار، قبل أن تنتهي فترة الحراسة النظرية ويحال على الوكيل العام الذي لم يقتنع بروايته، فوجه الملف نحو الفرقة الوطنية التي حلت لغز الجريمة.