حصريا... تتابعون "البوناني" الدموي

DR

في 31/12/2013 على الساعة 09:44

هناك يوجد "بابا نويل" بلحيته البيضاء الناصعة، ومعطفه الأحمر مثل قطعة حلوى حين يوزع الهدايا على الأطفال، وهنا فقط بابا نويل رث الملابس ولحية صوفية لخروف، أغلب الظن نزعت منه حيا، وهو يترصد بالآباء من أجل سلبهم دراهم.. هل رأيتم يوما "بابا نويل" يتسول!

هناك أيضا أشجار زينت بالمصابيح في انتظار ساعة الصفر، وهنا الأصفار في كل مكان والأشجار، إما ماتت عطشا أو تسمما ببول السكارى.

هناك أيضا دعوات للاحتفال بالمطاعم وسهرات لمختلف الفئات ومسرحيات في عيد السنة الجديدة، أما هنا الكابريهات تجلب المومسات لجذب الزبائن، ويصبح نهيق الحمير طربا بملهى ليلي أو "فنا" ينتظر بشغف اللحظة للاجهاز على أموال السكارى.

في تلك البلاد (وليست أوربا قطعا) حفلات جماعية في الساحات العمومية وشهب اصطناعية وفرحة، وفي هذه البلاد (ليست المغرب قطعا)، الساحات يحتلها لصوص الليل والمتسولون، وأطفال يبيعون ورودا ذبلت بين أيديهم من شدة البرد والخنق.

هناك صحف تصدر في اليوم الموالي للعيد تنشر أخبار النجوم وأحلام المواطنين وكواليس السياسيين، وهنا لا تفكر أبدا في اقتنائها فكلها عبارة عن رحلة ليلية تنشر صور المجرمين والعاهرات، ورجال أمن لا ينامون حفاظا على أمن المحتفلين.

في "هذاك القنت" احتفالات السنة عادية جدا، مثلها مثل باقي المناسبات الأخرى حيث تنتشر الفرحة والسعادة، وفي "هاذ القنت" هي حرام دينيا ومباحة عند المدمنين، وإياك أن تقصد كورنيش عين الذئاب بالبيضاء ليلا أو تختار ملهى بئيسا في وسط المدينة أو تتجول في شوارع المدينة وحيدا بدعوى الاستمتاع بسكون الليل، فذاك لا يعني إلا أنك "تتقلب على جوا منجل" ولن تجد نفسك إلا مكبل اليدين عند الأمن أو تداوي جرحا غائرا تذكرا من السنة الجديدة.. وكل عيد وأنتم "هنا" بألف خير.

في 31/12/2013 على الساعة 09:44