وتطرقت مجموعة من الصحف الوطنية الصادرة يوم غد الاثنين، إلى خطورة ما تضمنه الفيديو، وتقول الصباح إن "شريط الفيديو المصور، يكيل مجموعة من الاتهامات بالتكفير والزندقة نهاية الأسبوع، أعاد أجواء ما قبل 16 ماي الإرهابية إلى الواجهة، واتهم أحد شيوخ السلفية، ادريس لشكر بالكفر، وذلك على خلفية ما نسب إلى لشكر من دعواته إلى مراجعة نظام الإرث ومسألة تعدد الزوجات، كما تضمن الشريط، الذي استفز أجهزة الأمن، لما تضمنه من أوصاف وفتاوي خطيرة، اتهامات في حق قيادات تاريخية للاتحاد الاشتراكي، وصلت إلى ادعاء أن كلام الكاتب الأول للاتحاد فيه ارتداد عن الدين”.
وتضيف اليومية "إن اجتماعا للمكتب السياسي، سيعقد خصيصا لمناقشة الرد على التحريض، الذي يمارسه بعض أطياف التنظيمات السلفية، ضد قيادات حزبية، مضيفة أن رسالة ستوجه إلى رئيس الحكومة، ووزير العدل بشأن مطالبة بفتح تحقيق حول الجهات التي تقف وراء هذه الدعوات التحريضية، وينتظر الاتحاد الاشتراكي تحرك النيابة العامة، التي تشتغل تحت سلطة وزير العدل والحريات، لتتحقيق في هذه النازلة التي تؤشر بعودة أجواء الإرهاب الفكري والدموي التي استبقت أحداث 16 ماي الإرهابية قبل عشر سنوات".
الأحداث المغربية تطرقت للموضوع وتقول إن "الهجوم الكاسح للشيخ السلفي لم يتوقف عند من أصابتهم هجومات الأصوليين بداية الأسبوع الماضي، بل امتد ليطال قامات فكرية وسياسية، الأموات منهم والأحياء، على رأسهم الزعيم التاريخي للحزب المهدي بن بركة، ومحمد عابد الجابري صاحب نقد العقل العربي، والمفكر المعروف عبد الله العروي، وكذا الباحث والناشط الأمازيغي أحمد عصيد، واعتبر أن هؤلاء يتهجمون على القرآن، إكراما للبغايا وتشجيعا للسياحة الجنسية".
أما جريدة الخبر فتقول "إن الفيديو خلق ردود أفعال منددة، ففيما رفض ادريس لشكر الرد على الشيخ السلفي، قائلا "لن أرد على التفاهات، لأني لا أملك وقتا لذلك"، قبل أن يضيف "سأقول لهذا الشخص سامحك الله"، في حين صرح عبد الحميد الجماهري، عضور المكتب السياسي "هذا الشخص لم يهاجم فقط الاتحاد الاشتراكي، وقيادته الحالية بل هاجم الاتحاد عبر كل قادته الأحياء منهم والأموات، ونلاحظ بالأساس وبالدرجة الأولى أنه هاجم أيضا المؤسسات الدينية الرسمية إذ كان هناك تحقير لإمارة المؤمنين والسخرية منها والاستهزاء بها عبر قوله هناك إمارة المؤمنين إلى جانب تواجد الخمر والأجانب والاغتصاب".
سرطان التكفير
أمام الدولة اليوم خياران اثنان للتعامل مع الفتوى الخطيرة التي أطلقها شخص إسمه أبو النعيم في الأنترنيت: أن تتحمل مسؤوليتها أو أن تعتبر أن الأمر لا يعنيها.
في الحالة الأولى سيشعر ضحايا الفتوى الجديدة وهو إدريس لشكر ونساء الاتحاد الاستراكي والراحل الجابري والشهيد بنبركة والمفكر العروي والناشط عصيد أنهم ينتمون إلى بلد يحمي الناس ويحمي ذكراهم ويحرص على احترام حق الحياة وحمايته من التدنيس ومن الاستباحة، ويعتبر مثلما ينص على ذلك الإسلام دم المسلم على المسلم حراما، وسيشعر الشعب المتابع للنقاش، بأنه ليس ممكنا لمن هب ودب أن يقوم من فراشه ويفتي بقتل المسلمين اعتمادا على خلاف فكري أو سياسي أو ما شابه.
في الحالة الثانية، سيشعر أبو النعيم أنه يحل له مثلما يحق لبقية فقهاء التطرف والتكفير أن يفهلوا ما بدا لهم ففي البلد، وسيحس كل من يمتلك بعض الجينات المغالية في التكفير وإرهاب الناس أن الباب مفتوح على مصراعيه لترويع الآمنين وبث الفتنة في البلد.



