الخبر تناولته جريدة الأحداث المغربية في عددها لنهاية الأسبوع، حيث قالت إن الواقعة الجديدة الكاشفة للاختراق الأمني الفرنسي، تتمثل في تمكن المغربي رشيد رفاع، والذي كانت السلطات الأمنية وضعته رهن الإقامة الجبرية بالمارتينيك، من الفرار، وأصبح موضوع بحث من طرف الدرك الفرنسي، لكن من طرف الأجهزة الأمنية المغربية.
وحسب اليومية فإن بلاغ من قيادة الدرك الفرنسي أوضح بأنه « شخص يحمل الجنسية المغربية، كان رهن الإقامة الجبرية ببلدة مورن روج، منذ 15 ماي 2014، وتمكت من الإفلات من هذا التدبير صباح أول أمس الأربعاء »، حيث أرفق البلاغ بثلاث صور، تؤكد أن الشخص المعني، عمره 40 سنة، طوله 1 متر و69 سنتيتر، ضعيف البينة، وجهه بيضاوي الشكل، شعره بني متموج وطويل بعض الشيء، يحمل حقيبة سفر رمادية وأخرى بالأحمر والأبيض.
وذكرت اليومية أن المعني بالأمر، والمعروف حركيا باسم «ابن الملاحم المراكشي »، مبحوث عنه بموجب أمر دولي منذ دجنبر 2009، مختص في ميدان الإعلاميات، ويعتبر من صفوة العناصر القيادية في تنظيم القاعدة، مرتبط مباشرة بفروعها في السعودية ولبيبا والجزائر وإيران وأفغانستان، حيث كشفت المعلومات المتوفرة أنه كان على ارتباك مباشر بزياد الأنصاري، قيادي القاعدة بفرع السعودية، وبعطية الله عبد الرحمان، الذي قتل أخيرا في غارة بالطائرة، ويعد من قيادي التنظيم بفرع ليبيا، كما ارتبط بقيادات التنظيم الارهابي بفروعه الممتدة بكل من الجزائر وايران وأفغانسان.
خطورة ابن الملاحم المراكشي كما كشفت اليومية، بوأته لأن يصبح المشرف الرئيسي على موقع الحسبة، أحد أبرز المواقع التابعة لتنظيم القاعدة، كما كان مكلفا بتدبير الأموال التي تأتي من الخارج، وتوجيهها نحو «المجاهدين » في أفغانسان، لذلك وضعته المصالح الأمنية المغربية في قائمة المطلوبين، ووجهت بذلك أمرا دوليا لاعتقاله في دجنبر 2009، بتهمة تكوين عصابة إجرامية بغرض تنفيذ عمليات إرهابية، قبل أن تتمكن من رصد وجوده فوق التراب الفرنسي، حيث طالبت السلطات المغربية بترحيله، وهو ما لم تتم الاستجابة له، بدعوى احترام حقوق الانسان، حيث طلبت محكمة حقوق الانسان الاوروبية من فرنسا عدم طرده، خوفا من أن يتم «تعذيبه » ومنعت المحكمة بقرار نهائي منها ترحيله منذ 2013.
وتقول اليومية إنه بناء على افتراض تعرضه لسوء المعاملة، ظل رشيد رفاع بمدينة ميتز يتمتع بحرية التنقل، وهو ما هيأ له الفرصة الأربعاء الماضي للفرار، تاركا السلطات الفرنسية في حالة ذهول، خاصة بعد أن أخبرتهم المصالح الأمنية المغربية، قبل أيام بكون القاعدة تخطط لتهريبه بحرا، وهو الاشعار الذي لم يتم الانتباه له، حيث تحققت الخطة، وفق المعلومات التي مدت بها المصالح الأمنية المغربية نظيرتها الفرنسية.
تهاون الأمن الفرنسي
عملية الفرار تمت من قبل كتيبة خراسان داخل القاعدة، والتي تعد بمثابة قسم للعلاقات الخارجية، كان يقودها في وقت سابق الكويتي محسن الفضلي الذي قتل من طرف القوات الأمريكية في العراق، حيث خططت هذه الكثيبة لعملية تهريب رفاع، ونجحت في تمويه الأمن الفرنسي، الذي وضع نفسه في مأزق جديد، خاصة وأن هذا العنصر الذي يعتبر من أبرز قيادات القاعدة، كان يشكل منجما حقيقيا للمعلومات، كان بالإمكان لو تم التحقيق معه بفرسنا أو المغرب، لكشف العديد من الحقائق المرتبطة بهذا التنظيم الارهابي، لكن التلكؤ الفرنسي، كما في حالات سابقة، فتح الباب نحو فراره، ليجعل التراب الفرنسي مجددا تحت رحمة الارهابيين كان بالإمكان تحجيم خطرهم، لو تم التعامل بحرفية ومهنية مع المعلومات المتوفرة.