اتضح بعد عملية إعادة تمثيل الجريمة، التي وقعت يوم 3 يوليوز الماضي في حق الزوج توليدانو، أن القاتل سرق أولا سوارا من الذهب، وحليا ذهبيا، وخاتمين، وهاتفين نقالين، وساعتين، وكاميرا، وقارئ أقراص DVD، ومستقبل رقمي، وطنجرة ضغط، وموقد، وطقم سكاكين وشوكات وملاعق من الفضة، وثلاث سترات من الجلد (اثنتان للنساء وواحدة للرجال)، وأربعة سراويل، وثلاثة أزواج من الأحذية للرجال ومثلها للنساء.
وعلم Le360 من مصادر عليمة، أن مجموع المسروقات من الحلي بيع بما قدره 5600 درهم، حيث رافق القاتل زوجته إلى بائع المجوهرات، الذي اشترى المسروقات، حتى إنه قال للبائع إنه يود أن يتخلص بسرعة من هذه المجوهرات، لكون زوجته ستخضع لعملية جراحية، ويتعين عليه دفع تسبيق للمصحة، بحسب المصدر نفسه.
في يوم العيد، حل مصطفى (ر) عند شقيقته، حيث وضع السترة الجلدية المسروقة. وما إن علم أنه مبحوث عنه من طرف الشرطة، حتى اعترف لزوجته بكل المسروقات، لتقرر الأخيرة التخلص منها بحي أناسي، حيث لم يتمكن مصطفى من بيعها.
أجير بجماعة الدار البيضاء
كان مصطفى عاملا بستانيا بجماعة الدار البيضاء، وكان يحصل على أجر شهري قدره 4000 درهم، وكان مدمنا على ألعاب القمار و"التيرسي"، وكان ضيفا دائما على حانة "ماجيستيك" ومرقص "أومباسي"، هناك حيث كان يعاقر الخمر ويدمن ألعاب اليناصيب.
وعلم Le360 أن الموقوف قد حصل على دينين، واحد من "إيكدوم" و الثاني من مؤسسة بنكية أخرى، وكان يضع شهريا مبلغ 2250 درهما لدى إيكدوم، حيث كان من المفروض أن يستمر هذا الدين إلى سنة 2025، فيما الدين الثاني مان في حدود 700 درهم شهريا إلى غاية 2017، ما يجعل راتب مصطفى مخصوما من 2950 درهما شهريا، فلا يبقى له سوى 1050 درهما من راتب الجماعة. هذا الوضع جعل مصطفى يعرض خدماته كبستاني مياوم في منزل الزوج توليدانو.
شاهد بالفيديو مسرح الجريمة:
مدمن قمار
في سنة 2011، منحت أم مصطفى شقة لابنها، لم يتردد في بيعها بمبلغ 340 ألف درهم، مبلغ مهم مكنه من أداء ديونه البالغة 110 ألف درهم، واقتنى رهنا بـ120 ألف درهم وسومة شهرية قدرها 600 درهم، إلى جانب اثاث للمنزل الجديد. الذي لم يعمر بدوره طويلا، حيث باعه مصطفى تدريجيا من أجل تغطية نفقات ألعاب اليناصيب، فوجد نفسه مرغما على تغيير المنزل من جديد، والانتقال إلى بيت آخر في يونيو 2015، إذ دفع ما مجموعه 20800 درهم مقابل سنة، قبل أن يدفعه مالك الشقة إلى المغادرة.
وجد مصطفى نفسه مفلسا من جديد، مرغما على إيجاد بيت يأويه وأسرته بأبنائه الأربعة، ومتشوقا للعودة لألعاب اليناصيب، ليتحول هذا الرجل ذو الـ51 سنة وصاحب "المظهر العادي" إلى قاتل، فطرق باب مشغله متأبطا مقص العمل، الذي سيتحول إلى أداة قتل، ويجهز على الزوج توليدانو دون رأفة.
حل الأمن لغز الجريمة في أسرع وقت، وقدم اليوم الاثنين، مصطفى وزوجته وتاجر الحلي أمام العدالة، إضافة إلى شخص رابع اقتنى بعض المسروقات.. وينتظر أن يحاكم مصطفى بأقسى العقوبات.



