وحسب اليومية فقد أوضح التقرير أن وجود مقاتلي داعش في ليبيا ليس إلا تكتيكا مؤقتا تنفيذا لاستراتيجية تهدف الوصول إلى منطقة الساحل والصحراء، مرورا عبر الجنوب الجزائري والانتشار في ربوع المغرب، خاصة في أقصلا الشمال لتنفيذ عمليات إرهابية ضد بلدان أوروبية، وفي أقصى جنوبه للاستفادة من عائدات التهريب وتجارة المخدرات وذلك في إشارة إلى الشريط العازل بين المغرب وموريتانيا.
وكشف التقرير حسب ما جاء في اليومية أن داعش لم تقرر الانسحاب من التراب الليبي خوفا من تكثيف محتمل لضربات التحالف، بل لأنها وجدت صعوبات جمة في تجنيد مقاتلين ليبيين، وأن الأغلبية الساحقة من أعضاء مليشياتها من المغاربة والتونسين والجزائريين، بالإضافة إلى مجندين من دول جنوب الصحراء بين موريتانيا وتشاد.
وحذر التقرير من أن التنظيم الإرهابي سيلجأ في عملياته المقبلة داخل بلدان المغرب العربي إلى استعمال مجندات من البلدان المستهدفة وذلك في سابقة، إذ لم يسبق أن شاركت النساء في عمليات إرهابية بالمغرب والجزائر وتونس، مسجلا أن داعش ليبيا تختلف مع داعش سوريا والعراق بخصوص التعامل مع النساء، إذ لا يتم حصر أدوارهن في العبودية الجنسية، مرجحا أن يكون ذلك مرده قلة عدد المجندين من الذكور والرغبة في تكسير نمطية العمليات الإرهابية.
ويأتي التقرير البريطاني أسابيع قليلة بعد إعلان المعهد الإسباني للدراسات الأمنية عن وثيقة دعائية لتنظيم الدولة الإرهابي في العراق والشام، تعتبر المغرب الوجهة الجديدة ل »جهاد » مقاتليه، وذلك بوضعه في مقدمة من 28 بلدا «عدوا » كما تضمن التقرير الأخير للأسيسورياس دي أنتليجيا، المعهد المختص في الشؤون الأمنية والاستخباراتية، رسميا بيانيا وزعه داعش على أعضائه يشير إلى ضرورة إعطاء الأولوية في الخطط الحربية المقبلة إلى عمليات الهجوم على المغرب وإسبانيا، بهدف تدمير الحواجز الأمنية التي تمنع المقاتلين من التسلل إلى أوربا عبر الصحراء الكبرى.
وتصف وثيقة داعش مدريد والرباط بأنهما بلدان عدوان يجتهدان من أجل تسريع وتوسيع دائرة المشاركين في الحرب ضد الدولة الإرهابية، تماما كما الشأن بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.
داعش تستهدف المغرب
خلص المعهد إلى أن داعش وضع المغرب مع الدول المشاركة فعليا في التحالف العسكري في الخانة نفسها، ردا على الدعم المخباراتي المغربي للبدان المستهدفة، إذ حث التنظيم الإرهابي مقاتليه على تنفيذ عمليات مماثلة لتلك التي شهدتها باريس منتصف نونبر الماضي للانتقام من الأجهزة الأمنية للملكة، ولتبرير فتج جبهتي موريتانيا وإسبانيا، تستعمل الآلة الدعائية لداعش شعارات من قبيل إعادة الإسلام الحق إلى المغرب الأقصى واسترجاع الأندلس.